أحداث محتملةوتابع: الشعور بالقلق بشأن أحداث محتملة وليست مؤكدة ثاني علامة من العلامات التي تشير إلى أنك تمارس قلقا غير مجد، هو أن تنشغل بالاحتمالات وتتجاهل الحقائق، على سبيل المثال يعاني الكثير من الأشخاص الخوف من ركوب الطائرات، ولكن لو نظرنا إلى الإحصاءات لوجدنا أن احتمال وفاة الشخص في حادث طائرة منخفض جدا مقابل وفاة الشخص من جراء حادث سيارة مثلا، ورغم ذلك يظل الكثيرون يعانون هذا النوع من المخاوف، وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن نسبة وقوع الأشخاص ضحية لحوادث سقوط الطائرات هي 1 لكل 3 ملايين شخص، في المقابل فإن نسبة وقوع الأشخاص ضحية لحادث سيارة هي 1 لكل 6700 شخص.الحلول المقترحةوأردف: رفض الحلول المقترحة للمشاكل لأنها ليست مثالية من العادات التي تجعل بعض الأشخاص يعانون قلقا مفرطا، وأبرز الأمثلة عدم حلهم مشاكلهم اليومية حتى لو بشكل جزئي، وإصرارهم الدائم على البحث عن الحلول المثالية، وهذا بالتالي يؤدي إلى تراكم مشاكلهم، ونتيجة لذلك يزيد مستوى قلقهم، على سبيل المثال تجد أحد الأشخاص يمتنع عن استكمال تعليمه رغم حاجته إلى ذلك بسبب خوفه من عدم حصوله على الدرجة الكاملة، وتجد شخصا آخر يمتنع عن البحث عن وظيفة بسبب قلقه من عدم تمكنه من الحصول على وظيفة أحلامه، والحقيقة التي يجهلها كثير ممن يعانون المثالية هي أنه لا يوجد حل مثالي لجميع المشاكل، لأن لكل حل إيجابيات وسلبيات، بل إن البحث عن الحل المثالي قد يكون متعبا ومجهدا، لذلك قد يكون غير مفيد دائما، بالإضافة لذلك، ففي كثير من المواقف غالبا لا نحتاج إلى الحل المثالي، بل نحتاج إلى مواصلة مشوارنا، لأن التوقف المتكرر بحجة البحث عن الحل المثالي قد يزيد من مشاكلنا، لذلك فمن المهم معرفة أن أغلب المشاكل لا ينبغي أن تحل بشكل مثالي، بل تكفي في كثير من الأحيان أنصاف الحلول، ويبقى المهم دائما هو أن تكمل المهمة.
مخاطر محتملةوأشار إلى أن من الأمور التي تجعل الأشخاص يعانون الانشغال الفكري، اعتقادهم بأنهم يجب أن يقلقوا كي يخف إحساسهم بالضغوط، ويقصد بالضغوط الأحاسيس الجسدية، مثل الإحساس بضيقة التنفس وتعرق اليدين، فتجدهم ينشغلون فكريا على أي مشكلة أو أي إحساس يشعرون به اعتقادا منهم بأن هذا يخفف من توترهم، ولكن المشكلة تكمن في أن أغلب ما نشعر به من أحاسيس غير حقيقي، فلذلك فإن الانشغال بها غير مفيد، على سبيل المثال يشبه العلماء الشعور بالقلق بمستكشف الحرائق، الذي وظيفته حماية الجسم من المخاطر المحتملة، التي غالبا ما تكون غير حقيقية، والاعتقاد بضرورة الشعور بالقلق بسبب عدم قدرتنا على التحكم بالمجهول.
الاستجابات الطبيعيةوأضاف: من الاستجابات الطبيعية التي يصدرها الجسم عندما نشعر بالقلق هو دفعنا لمحاولة التحكم بالمتغيرات التي حولنا بسبب إيماننا العميق بأننا لو أحكمنا السيطرة على بيئتنا فسوف نقلل من احتمالية وقوع المشاكل التي تحصل، رغم أن هذا الاعتقاد غير صحيح، فزيادة التحكم لا يعني بالضرورة عدم وقوع المشاكل، بالإضافة لذلك، لا يمكننا دائما التحكم في جميع المتغيرات في بيئتنا، على سبيل المثال عندما نجلس وحيدين في البيت ونشعر بالقلق من احتمالية اقتحام شخص منزلنا دون علمنا، نستطيع بكل بساطة إقفال الباب، وذلك قد يساعدنا على التخلص من قلقنا، ولكن على النقيض عندما نقدم محاضرة لزملائنا في العمل لا يمكننا التنبؤ بردة فعلهم على أدائنا مسبقا.
أداء سلبي وأوضح أن أفضل ما نستطيع القيام به هو التحضير الجيد للمحاضرة وتجنب التفكير فيما يحصل بعدها، ولكن هذا الأمر لا يحدث للشخص الذي يعاني مستويات قلق مرتفعة، فتجده لا يصب جام تركيزه على أدائه في المحاضرة، بل يحاول التحكم في المتغيرات التي تقع خارج مسؤوليته، مثل التفكير في ردة فعل الآخرين على محاضرته، وماذا قد يحدث أثناء المحاضرة، وهل سوف يقوم بأداء جيد، وهل سوف يستمتع الآخرون بالأداء، ونتيجة لهذا التفكير يشعر الشخص القلق بضغط الأداء، ما يؤثر على أدائه سلبا، وهذا يجعل أسوأ ما كان يتوقعه يتحقق.
القلق يصبح غير مفيد عندما يبالغ الإنسان في التفكير بالنتائج السلبية المحتملة ما يجعله غير قادر على العمل
رفض الحلول المقترحة للمشاكل لأنها ليست مثالية من العادات التي تجعل بعض الأشخاص يعانون قلقا مفرطا