منذ زمن بعيد كان حلم العسكريين استخدام الظواهر الطبيعية والمناخ لهزيمة العدو، كإرسال إعصار على جيش العدو، فعلى سبيل المثال خلال الصراع الفيتنامي قام الأمريكيون بتنفيذ عملية بوباي، وكان الغرض منها هو زيادة كمية الأمطار بشكل كبير على المنطقة الفيتنامية ورش الأمريكيون من الطائرات بعض المواد الكيميائية (الثلج الجاف والجليد)، مما تسبب في زيادة ملحوظة في هطول الأمطار ونتيجة لذلك، كانت الطرق مليئة بالماء، وانقطعت الاتصالات. فالتأثير حينها كان قصير الأجل، ولكن كانت التكاليف كبيرة.
وعندما نتحدث عن سلاح المناخ، يجب أن نذكر كذلك النظام الأمريكي HAARP، الذي يقع في ولاية ألاسكا والنظام الروسي «سورا»، ويعتبر بعض الخبراء هذين النظامين أسلحة مناخية تستطيع أن تغير حالة الطقس بالتأثير على العمليات في الأيونوسفير. وبالأخص نظام HAARP، الذي يعتبر أكثر شهرة، والذي دائما ما يكون حاضراً عندما يكون الحديث عن أسلحة المناخ، أما «سورا» فهو أقل شهرة ويعتبر الرد الروسي على النظام الأمريكي.
ومن المرجح أن يستمر الاهتمام العسكري بدراسات التحكم في المناخ سواء لتنفيذ مهام سلمية أو عسكرية، خاصة في ظل تخصيص الصين وروسيا لموارد مالية ضخمة لتطوير آليات وأدوات غير تقليدية للتحكم في المناخ والظواهر الطبيعية المرتبطة به مما يعزز من احتمالية تفجر سباق بين القوى الكبرى في النظام الدولي لتسليح المناخ.
إذن نستطيع القول إن الدول المتمكنة نسبياً من هذه التقنيات يمكن أن تهدد الدول الضعيفة بتخريب الديار، وهدم الاقتصاد بالتطرف المناخي إن هي خرجت عن إرادتها السياسية.
الخلاصة ربما تكون هذه الأسلحة موجودة في مكان ما ولكنها حتى الآن ليست فعالة، وما زال الإنسان يحتاج الكثير حتى يطور سلاحاً فعالاً، وإذا كانت الأسلحة المناخية موجودة بالفعل، فإنها ستستخدم فقط في الوقت المناسب.
HindAlahmed@