هذا هو العيد، ناهيك عن التهاني المتبادلة والزيارات، فهي العيد بذاته بوجهه المتألق جمالا وإشراقا وبهجة يحمل بين أضلعه أواصر الحب للآخرين والأرحام. وصلة الرحم، عيد وأي عيد؟!
العيد من أهم المناسبات المباركة لإزالة الخلافات وتجاوزها، وأخص الأقرباء لعظمة صلة الرحم ووصلها عند الله سبحانه وتعالى، وكذلك الجيران والمعارف وكل مَن وقع بينهم خلاف حتى في الرأي.
فرصة سانحة للم الشمل، فلنتسامح ونعفو ونصفح مهما كانت الخلافات فلن تكون أكبر من الأجر، الذي سنحصل عليه من الله جل جلاله.
فلا نعامل بالمثل في السلوكيات السلبية، التي لا ترضي الله ولا ترضي عباده ولنا في رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أسوة حسنة نعفو عمن ظلمنا ونوصل مَن قطعنا ونعطي مَن حرمنا.
العيد لا يكون عيدا إلا بالتجمعات العائلية ولا نحس طعمه ونتذوق حلاوته ونحن متفرقون، والغريب أن كل عائلة تنتظر من الأخرى أن تكون هي البادئة، والأغرب ما نسمعه دائما ليش ما يتنازلوا ويجونا، يعني هم أحسن مننا غريب والله هذا التصرف من أهل أو من أصدقاء أو جيران.
لنغتنم النفحة الربانية من رب البرية، التي تتجلى فيها أعلى معاني الرحمة والعفو، فالعيد مدرسة للعفو لا تنتهي بانقضاء أيام العيد ولياليه، بل تستمر مادامت الحياة.
عند لقائنا في الأعياد بالأهل والأقارب تذوب كل السلبيات السيئة، وتسمو الإيجابيات وترقى إلى سماء الذات فلا أحقاد ولا زعل وحينها نستحق الجائزة، تنادي فيه الملائكة عباد الله المؤمنين هلموا إلى رب غفور شكور يغفر الذنوب ويستر العيوب.
وعلينا ألا ننسى الفقراء المتعففين (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا)
لنبحث عنهم في كل مكان بين الأهل والجيران والأصدقاء وغيرهم ممن لا نعرفهم حتى إن بدت على وجوههم ابتسامة رضا.
هؤلاء يؤمنون بأن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، ومن هؤلاء الذين نحسبهم أغنياء من التعفف الموظفين الصغار في الشركات رواتبهم ضعيفة، وأيضا يوجد الكثير من ذوي الدخل المحدود دخلهم لا يغطي مصاريف عائلاتهم.
للأسف بعضنا يعطف على مَن يمد يده للسؤال فيعطيه في الوقت الذي يستحقه مَن هو أحوج منه ولا يسأل الناس إلحافا.
علينا تحري مواضع الصدقات والبحث عن مستحقيها والعمل دون المساس بكرامتهم أو جرح مشاعرهم العفيفة وبطرق غير مباشرة أو مهينة لكرامتهم.
وكل عام وقلوبنا يجمعها الحب والصفاء والسعادة والوداد والرحمات تظلنا.
@aneesa_makki