ولعل بعض يتساءل عن أهمية هذا اليوم، الذي جعل موقع «جوجل» يعدل شعاره الشهير (G) بهذه المناسبة الدولية من أجل لفت أنظار العالم إلى حماية الأرض، والاهتمام الفعلي بالطبيعة.
الأرقام تقول وبحسب موقع هيئة الأمم، يفقد العالم (4.7) مليون هكتار (470000 كم مربع) من الغابات سنويا. ويقدر عدد الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض حاليا بمليون نوع.
ومن البديهي، أن يتساءل الواحد منا عن علاقته بالموضوع؟ والواقع أن كل فرد له علاقة وطيدة بهذه المسألة، صحيح أن هناك قوانين وأنظمة واتفاقيات دولية من أجل حماية البيئة والطبيعة، ومن أجل الأجيال القادمة. ولكن تخيلوا معي لو كل فرد منا كبشر (عددنا 7.9 مليار نسمة) قرر أن يقطع شجرة أو يقتل حيوانا بدون سبب أو للمتعة والترفيه! أو يرمي القمامة أو يستخدم غازات ضارة لطبقة الأوزون أو لا يهتم لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فهل ستبقى الحياة في الأرض كما هي خلال الشهور القادمة فقط؟
وبناء على ما ذكرنا، فإن جملة (أنا ليس لي علاقة بالموضوع) عفى عليها الزمن! نحن اليوم نعيش في عصر المعرفة والقرية الواحدة، بمعنى كلنا سمعنا عن (ثقبة طبقة الأوزون) و(الاحتباس الحراري) و(التغيير المناخي) وهذه القضايا أصبحت مهمة ومؤثرة بعد أن تكاسلنا وتراخينا عنها لعقود. والأبحاث والإحصائيات والتوصيات العلمية والعالمية كلها تشير إلى أنه لابد من العمل الجماعي على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد. وبوضوح أكثر كل فرد مؤثر في هذا الشأن. ودعونا نعمل في دائرة التأثير، (أنا) كفرد ما الذي يمكنني القيام به؟ حتى لو كان دوري جزءا من المليار! فإن إماطة الشوكة عن الطريق تؤثر في العالم كمحصلة نهائية. وقد روي عن أبي برزة -رضي الله عنه- قال: قلت يا نبي الله، علمني شيئا أنتفع به؟ قال: «اعزل الأذى عن طريق المسلمين».
والمتأمل لديننا الحنيف يجد الكثير من الآيات والأحاديث التي توجه إلى ضرورة المحافظة على البيئة (الأرض) منها قوله سبحانه وتعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وجاء في الحديث النبوي: «أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار».
واسمحوا لي أن أنقل لكم بعضا من الأحاديث على عجالة بما يتسع المقام والمقال. ففي حديث آخر: «بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له». وجاء في الحديث أيضا: «لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس».
والحقيقة أنني تعمدت قصدا نقل عدد من الأحاديث الصحيحة في هذا المقال، لأنني حين كنت أحضر للموضوع جرت العادة أن أبحث عن الأرقام (كعقلية مهندس) لدعم الفكرة، ولكن في طريق جمعي للمعلومات أصابتني الدهشة والغبطة معا بكمية الأحاديث النبوية الشريفة، التي تحثنا حثا على المحافظة على البيئة والطبيعة، فازددت يقينا بأن ديننا حضاري وشمولي بمعنى كلمة.
abdullaghannam@