تمَّ طرح فكرة زيارة كبار السن والمرضى من بني كبير، في مجموعة الـ "واتس آب" على أن يضع كل شخص في المجموعة أسماء كبار السن والمرضى من قريته بالمنطقة الشرقية، وبعد جمع العدد، تم وضع الأسماء على جدول الزيارة، وكان لابد من التواصل مع المعنيين في كل أسرة من ذويهم؛ لأخذ الإذن قبل الزيارة، وهذا من أبجديات حقوق وأخلاقيات الزيارة وآدابها، فلكل حالةٍ ظروفها، وفعلًا هناك عدد ممن اعتذروا عن الزيارة لظروفهم الصحية، ولأهمية التخطيط، جاء الدور على تحديد المواقع والأحياء التي سيقوم الفريق بزيارتها؛ لتوفير الجهد والوقت، وتلافي الزحام، ولذا كان الهدف التقليل من عدد المركبات؛ لما فيه من سهولة في التنقل وسهولة في إيجاد أماكن وقوف أمام منازل مَن نقوم بزيارتهم دون مضايقة الجيران، فكانت كل مركبة تحمل عددًا من الزائرين، وهذه ثقافة شبه معدومة عندنا؛ لأنه تعوَّد كل شخص أن يتنقل بمركبته، ونتمنى أن تنتهي لتصبح ثقافة مجتمع، ففي الغرب على سبيل المثال، هناك مسارات خاصة لكل مركبةٍ تقل أكثر من راكب؛ لتشجيع السائقين على التقليل من المركبات على الطرق.
بعد تلك الترتيبات الخارجية، أتى الدور على المتحدث الرسمي، إن صح التعبير، الذي كان يبدأ (العلوم) بالمعايدة على المريض أو كبير السن، مع إيضاح أهداف الزيارة، وتقديم الاعتذار عمن لم يستطع مرافقتهم، ممن منعتهم الظروف، وبعد ذلك يبدأ الرد الذي لا يقل جمالًا وروعة أيضًا، ومن ثم يتشعب مسار الحديث الذي تخللته ذكريات الماضي، والعديد من المواقف والطرائف، وقد كانت آثار تلك الزيارات واضحة على المرضى وكبار السن، وعلى أسر مَن زرناهم، وعلى مَن زاروا، وهذه من إيجابيات التواصل الاجتماعي الذي يكاد يختفي أو يختنق مع وسائل التواصل الاجتماعي.
ختامًا.. لابد من هذه الرسالة أو النصيحة لكل مَن تجاهلوا حقوق أقرب الناس لهم، ولم يزوروهم حتى في يوم العيد أن تبقى أضواء الحب والتقدير في حياة مَن نحب من خلال تواصل الزيارات حتى لا تأخذ هذه الفئة الغالية من أنوار صلة الرحم إلى ظلام النكران والجحود.
Saleh_hunaitem@