بداية نرفع أسمى آيات التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا باليمن والبركات.
حقيقة عيدنا هذا العام مختلف، فيه من الفرح وفيه من الحزن، يحل عيد الفطر المبارك، ونحن في اشتياق تام ووله لصور وأصوات غابت لقد أتى رمضان والآن العيد دون ابتسامة وصوت ودعوات وملامح أبي، اللهم ارحم ابتسامته التي لم تختف من ذاكرتي، وصوته الذي لم يفارق مسامعي، وملامحه المرسومة بقلبي، اللهم ارحم من كان ينتظر معنا بشوق ليالي رمضان والعيد، والآن ينتظر منا الدعاء، يا رب اجمعنا فيه في جنتك.
ويعود العيد محملا بالفرح بإكمال الشهر مستشعرين قول الله تعالى «ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون» (البقرة 185)، نعم جاء العيد ويعبر على مسامعنا قول شاعرنا المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
يخاطب المتنبي العيد متسائلا عن الحالة التي عاد فيها، ويستفهم إن كان هذا العيد قد جاء بأمر جديد مختلف عما مضى وسبق، أم أنه جاء بالهموم والمتاعب التي اعتاد عليها المتنبي من قبل.
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدا دونها بيد
يتأسف المتنبي على بعد أحبته عنه، نعم بعد الأحبة وفقدهم متعب ومؤلم، ولكن.. تجمعنا الذكرى والحنين لهم مع كل فرحة تكون لنا في الحياة.. ولكن تستمر عجلة الحياة، لذا ينبغي أن لا تمر أيام العيد دون فرح، لنسعد ونبتهج بهذا العيد وندعو الله ونتقرب منه بأن يحفظنا من كل مكروه ودولنا، وأن نكبر ونهلل، نعم ليكبر المسلمون ربهم في هذا العيد تعظيما وشكرا لله الذي هداهم للدين، وبلغهم هذا الشهر، وأكمل لهم العدة، ووفقهم لأداء ما كتب عليهم من صوم، وكذلك كان إظهار الفرح والسرور والتهنئة بالعيد، وهناك فرصة كبيرة لعمل الخير، فمهما كبرنا، ومهما تعددت وكثرت مشاغلنا، وأخذتنا وباعدت بيننا الأيام والليالي، سيظل عيد الفطر رمزا للفرح، وشاهدا على عبادة أروع الشهور وأكرمها، وختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم، ففي عيد الفطر آلاف العبر والحكم والمواعظ، وفيه من الروعة والسحر ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه، لنطلب منه وندعوه أن يديم علينا العيد ويعيده أعواما عديدة، ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وأن لا يموت الانتظار الطفولي ولهفتنا له.
نداء من القلب في هذا العيد وبعد تلك الأحوال التي مرت بنا، علينا بالكلمة الطيبة فهي أجمل الهدايا وأقلها سعرا، الكلمة الطيبة ليست سهما، لكنها تخرق القلب.
وندعو لمن بعدوا عنا وغيبهم الموت بأن يكون عيدهم بالجنة بإذن الله أجمل ويجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، وأن يحفظ مملكتنا من كل مكروه ويديم السلام والأمن والاستقرار، وكل عام والجميع بخير ونكرر «دمت يا وطني شامخا».
Ghadeer020@