ودائماً يدور النقاش المتجدد حول التنافس الذي تدخله القنوات من أجل الظفر بأكبر نسبة متابعة لبرامجها من خلال الرهان على عدد من البرامج التي يتم بثها خلال فترة الذروة والترويج لها لضمان إقبال المشاهدين على متابعتها.
وتشهد إدارة القنوات تغييراً جذرياً في برامجها التي تخصص فترة قبيل وما بعد الإفطار لتقديم حزمة من الإنتاجات كما تعرف القنوات الفضائية «إنزالا» لعدد من البرامج التي يتم الترويج لها كـ«عادة» دأبت عليها القنوات على بثها طيلة أيام رمضان على اعتبار أنها تحقق أعلى نسب متابعة، وبالتالي يتم تخصيص مساحات زمنية هامة لمجموعة من أصناف البرامج من قبيل السلسلة الهزلية والكاميرا الخفية والمسلسلات الدرامية فضلاً عن بعض البرامج الحوارية والدينية التي تحاول جذب أنظار المشاهد في فترة الذروة التي تنطلق بعيد أذان المغرب وتمتد لما بعد منتصف الليل.
غير أن هذا الزخم الإنتاجي يتسم أساسا بطابع موسمي إذ يقتصر الكم الإنتاجي على فترة محدودة من السنة يسابق فيها المنتجون الزمن لإعداد مشاريع فنية، مما يطرح بحدة سؤالا حول جودة المضامين المقدمة ومدى ملاءمتها لطبيعة اهتمامات المشاهد خلال الشهر الفضيل، فارتفاع نسب المشاهدة خلال شهر رمضان يشكل حافزا لدخول منافسة من أجل إنتاج أعمال تنال الإعجاب على حساب باقي فترات السنة التي يتضاءل فيها الإنتاج مما يساهم في تكديس البرامج خلال فترات الذروة التي تجعل المشاهد أحيانا في حيرة حيال ما يمكن أن يشاهده.
وما يعيب على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان انسياقها إلى التنافس في تكثيف الإنتاج وتركيزها خلال شهر رمضان مما يؤكد أن شح العروض الفنية خلال السنة يجعل عددا من الفنانين يقبلون أداء كافة الأدوار التي تعرض عليهم خشية الوقوع في بطالة فنية حتى في حال عدم الاقتناع بجودة السيناريو المعروض، وهو ما يطرح بحدة ضرورة تطوير شركات للإنتاج وتقدم إمكانيات هامة للارتقاء بالمجال الفني والإعلامي وتحقيق تراكم يمكن الفنانين من اختيار الأعمال بدقة، ولئن كان الترفيه قاسما مشتركا بين مختلف البرامج فإن جودة المضمون تطرح بحدة حتى يضمن الارتقاء بالمشاهدة.
برامج هادفة.
وإذا كانت العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة فإن البرامج الهادفة ترتقي وتحمل رسالة ذات أبعاد وأهداف إنسانية وتنموية بأسلوب ترفيهي وتشويقي هادفة وراقية تحمل خصوصية شهر رمضان الكريم، وأهم هذه البرامج التي تمتاز بروحها الإنسانية وتسلط الضوء على مجال العمل الإنساني وتحمل رسائل لتوعية وتنمية المجتمعات التي حققت النجاحات منذ أول الحلاقات.
«قلبي اطمأن»
بجهود مميزة ومن دون أي بهرجة إعلامية يجوب شاب يدعى غيث العديد من دول العالم حاملاً على عاتقه تقديم مساعدات لعائلات أنهكها الفقر، كثيرة هي الدول التي وصل إليها غيث وبرنامجه المميز مواصلاً زراعة الأمل في نفوس الأسر المتعففة، وشتّان بين ذلك البرنامج صاحب الهدف السامي وبين برامج أخرى لا هم لها سوى التهريج.
«أنت كفو»
برنامج يسلط الضوء على شخصيات ساهمت بشكل إيجابي في المجتمع، البرنامج حقق شهرة واسعة بعد الحلقة الأولى التي استضافت أبا الأيتام، برنامج محفّزٌ على فعل الخير وفيه لفتةٌ ثمينةٌ لأهل العطاء، عمل تلفزيوني يرتقي بإنسانيتنا ويُذكرنا بأنّ المجتمعات البشرية تقوى بالتعاضد والتضحية.
«الصدمة»
مواقف حقيقية وتدور حول سلوكيات الناس في عدد من الدول من خلال مواقف يتم وضعهم فيها والتقاط ردود فعلهم تجاه الموقف، وقد حاز البرنامج على نسبة مشاهدة عالية في مختلف الدول العربية لما يتضمنه من رسائل إنسانية تقوم على مبدأ العظة والإرشاد وأيضاً لما يحتويه من مواقف إنسانية تختبر مدى تقبل الناس لبعض المواقف المسيئة.
أخيراً وليس آخراً.. الارتقاء بالذوق الإعلامي هاجس يؤرق الجميع بغية الإسهام في تطويره.
@mmalmaki