وشبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في رسالة بالفيديو، في وقت سابق أمس، الهجوم الروسي على بلاده بغزو ألمانيا النازية للاتحاد السوفييتي عام 1941.
ومن ناحية ثانية، قال دميتري روجوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس»: إن بلاده تحتاج إلى 30 دقيقة فقط لـ«تدمير دول حلف الناتو» في حال اندلاع حرب نووية بين الطرفين.
وذكر روجوزين، أمس الأحد، على قناته عبر «تيليجرام»: «في حرب نووية، سندمر دول الناتو في غضون 30 دقيقة، لكن يتعين علينا منع حدوث ذلك، لأن تبعات ضربات نووية متبادلة بيننا ستؤثر سلبا على وضع كوكب الأرض، ولذلك سنضطر إلى تحقيق فوز على هذا العدو الأقوى اقتصاديا وعسكريا بأساليب القتال التقليدية».
حرب «الحقيقة»
وحذر مدير وكالة الفضاء الروسية، وفقا لما نقله موقع قناة «آر تي عربية»، من أن «وجود أوكرانيا مستقلة عن روسيا سيحولها حتما إلى دولة معادية لروسيا ومنطلق للعدوان الغربي على شعبنا».
وشدد على أن العملية العسكرية التي تجريها موسكو في أوكرانيا هي «حرب من أجل الحقيقة وحق روسيا في الوجود كدولة موحدة ومستقلة».
في غضون هذا، قالت مصادر أوكرانية: إن القوات الروسية استولت على بلدة بوباسنا الصغيرة بعد أسابيع من القتال.
ونقلت وكالة المعلومات المستقلة الأوكرانية عن سيرهي هايداي، حاكم منطقة لوجانسك، في حوار تلفزيوني الأحد: «للأسف، قواتنا تراجعت عن بلدة بوباسنا لأنها تتعرض للقصف طوال أكثر من شهرين».
وأضاف: «إن الأوكرانيين تحركوا إلى مواقع معدة مسبقا خارج المدينة»، وأوضح: «كل شيء في بوباسنا أصبح مهدما».
وفي الوقت نفسه، تحدث الحاكم عن قتال كثيف حول قرية فويفوديفكا، وهي ضاحية في مدينة سيفيرودونيتسك.
وقال: إنه يتم الآن القتال في جميع المناطق في لوجانسك، ولكن الروس يعتزمون «الاستيلاء على المنطقة بالكامل بحلول 9 مايو الجاري». ويشار إلى أن القوات الروسية تسيطر حاليا على نحو 90% من الأراضي.
ويشار إلى أن الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الموالية لموسكو تهاجم بوباسنا منذ أسابيع مدعومة بقوات جوية ومدفعية، ودخلت الوحدات الروسية أولا البلدة، التي حولها الأوكرانيون في وقت سابق إلى حصن، منذ شهرين تماما في 8 مارس الماضي.
مخاوف أوكرانية
من جهته، قال حاكم لوجانسك الأحد: إن هناك مخاوف من مقتل ما يصل إلى 60 شخصا في قصف روسي على مدرسة في قرية في المنطقة الواقعة بشرق أوكرانيا.
وأوضح سيرهي جايداي أن القوات الروسية أسقطت قنبلة بعد ظهر السبت، على المدرسة في بيلوهوريفكا، حيث كان يحتمي نحو 90 شخصا، ما تسبب في اندلاع حريق اجتاح المبنى.
وكتب جايداي في منشور على تطبيق المراسلة تيليجرام: «أخمد الحريق وتم إجلاء 30 شخصا من تحت الأنقاض، أصيب 7 منهم، من المرجح أن 60 شخصا قضوا نحبهم تحت أنقاض المباني».
وفي مدينة ماريوبول الساحلية المدمرة بجنوب شرق البلاد، تم إجلاء عشرات المدنيين من مصنع صلب مترامي الأطراف في عملية استمرت أسبوعا بوساطة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب في وقت متأخر السبت، إجلاء أكثر من 300 مدني من مصنع «آزوفستال» للصلب، وأن السلطات ستركز الآن على محاولة إجلاء الجرحى والمسعفين، وذكرت مصادر أوكرانية أخرى أرقاما مختلفة.
ومصنع «آزوفستال» هو آخر معقل للقوات الأوكرانية في المدينة التي تسيطر عليها روسيا الآن إلى حد كبير، وقد تحصن العديد من المدنيين في ملاجئه تحت الأرض.
وقال الانفصاليون المدعومون من روسيا الأحد: إن ما مجموعه 182 مدنيا تم إجلاؤهم من المصنع، وتم تسليم الراغبين في الذهاب إلى المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا إلى ممثلي الأمم المتحدة.
أهمية ماريوبول
وفي مدينة زابوريجيا الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، والتي تبعد نحو 230 كيلومترا شمال غربي ماريوبول، انتظر عشرات الأشخاص الذين فروا من المدينة الساحلية والمناطق المحتلة المجاورة بمفردهم أو بمساعدة متطوعين، التسجيل في مرأب سيارات خصص للترحيب بالذين تم إجلاؤهم.
وتعد ماريوبول مهمة لعرقلة الصادرات الأوكرانية وربط شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في 2014، بأجزاء من منطقتي لوجانسك ودونيتسك الشرقيتين، التي يسيطر عليهما الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ العام نفسه.
وتعهدت بريطانيا بدعم عسكري ومساعدات إضافية لأوكرانيا بمبلغ 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.6 مليار دولار)، أي مثل تعهداتها السابقة.
ويوم النصر حدث مهم جدا في روسيا، وسيرأس بوتين اليوم عرضا عسكريا في الميدان الأحمر بموسكو تشارك فيه الطائرة الرئاسية المعروفة بـ«يوم القيامة»، وقوات ودبابات وصواريخ باليستية عابرة للقارات لاستعراض القوة العسكرية حتى في الوقت الذي تواصل فيه قواته حربها في أوكرانيا.
وسيدلي بخطاب قد يقدم إشارات على مستقبل الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد: إن قواتها دمرت سفينة حربية أوكرانية بالقرب من أوديسا في ضربة صاروخية الليلة الماضية، كما دمرت أربع طائرات حربية وأربع طائرات هليكوبتر وزورقا هجوميا أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال حاكم لوجانسك: إن القوات الأوكرانية انسحبت من مدينة بوباسنا التي شهدت قتالا عنيفا، وقال للتلفزيون الأوكراني: «دمر كل شيء هناك، تراجعت قواتنا إلى مواقع أكثر تحصينا».
وكان رمضان قديروف، رئيس جمهورية الشيشان الروسية، قال في وقت سابق، إن جنوده سيطروا على معظم مدينة بوباسنا بشرق أوكرانيا.
عرقلة مقترح
وسياسيا وفي سياق العقوبات التي تسعى أوروبا من خلالها للضغط على الروس وخنق اقتصادهم، استمرت المجر في عرقلة مقترح الاتحاد الأوروبي الذي من شأنه حظر واردات النفط الروسي، ما يمنع فرض حزمة كاملة من العقوبات تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب حربه على أوكرانيا، وذلك بحسب ما ذكره أشخاص على صلة بالأمر.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن اجتماعا لسفراء دول الاتحاد الأوروبي الـ27، انتهى أمس الأحد، دون التوصل لاتفاق، حيث من المتوقع استئناف المباحثات خلال الأيام المقبلة، بحسب ما قاله أشخاص طلبوا عدم ذكر هويتهم لأن المباحثات خاصة.
وينص مقترح الاتحاد الأوروبي على حظر النفط الخام على مدار الستة أشهر المقبلة والوقود المكرر بحلول مطلع يناير المقبل، وتسعى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك للحصول على تمديد لموعد تطبيق هذه الإجراءات.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، أن الشرطة ستتصدى بصرامة لتمجيد حرب أوكرانيا خلال الفعاليات التذكارية بمناسبة ذكرى التحرر من النازية.
وفي تصريحات لشبكة التحرير الصحفي «دويتشلاند» الصادرة أمس، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: «أنا ممتنة للشرطة للغاية لانتشارها بقوات قوية للغاية يومي الثامن والتاسع من مايو من أجل منع الأعمال التي تمجد الحرب العدوانية الروسية وجرائم الحرب الروسية».
وقالت فيزر: إن هناك شروطا صارمة «ويجب أن يكون هناك تدخل فوري في حال وجود دعاية تمجد الحرب أو في حال حدوث عنف، ونحن نولي اهتماما دقيقا للغاية في هذه الأيام، بحيث لا يحدث اختراق من جانب الدعاية الحربية الروسية».