يبدو أن الدراما الرمضانية لهذا العام لم تكن إلا منفذًا واسعًا وفسيحًا أمام العديد من الأسماء الفنية والكفاءات الشبابية والمواهب التي تألقت بما قدَّمته من أداء كوميدي ودرامي، وما أصرَّت على انتقائه لتصنع الحدث والمفاجأة، وتخلق التميّز المرجو منها، والذي لفت إليها الانتباه، وساهم في الإضاءة على مسيرتها، والتي انحدرت من فكرة أساسية وعميقة هي خلق فرص، وتمكينها من البطولة والأداء حسب أدوارها، وتقديم حظوظ لها؛ لتبدع وتخطو خطواتها أمام الاحتراف الوطني والعربي من أوسع أبوابه.
حيث كانت هذه الطاقات الفنية وبشهادة الكثير من المتابعين والنقاد والمنتجين، وأيضًا بعدد المشاهدات وتصدُّرها مواقع التواصل الاجتماعي، أبدعت في أدائها وتميّزت في انتقاء الأعمال التي اختارت تقديمها للمشاهد، والتي كانت عالية المستوى وفريدة في القصة والسرد والسيناريو والتمثيل والتعبير والتناسق والانسجام والتقمص، فتكاملت معًا بشكل تسرَّب حتى للمتلقي الذي أحسَّ بكل تلك الأريحية في التعامل البصري بين فريق العمل والكادر والإخراج، وهو ما عكس من خلال كل ذلك العقلية الناضجة التي تحلَّى بها الممثلون، ولم تأتِ من فراغ، بل من احتراف اكتسبه أغلب الممثلين مع ما قدّمته الدراما بمنح ثقتها في كل المواهب الشابة، ودفعت بها وبكل ثقة لتعبِّر وترتجل وتؤدي وتلمع نجوميتها، وتفاعل الجمهور اليومي حمل روحًا فنية خفيفة الظل وممتعة، ولها مستواها العالي القادر على تمييزها عربيًا، رغم وجود أسماء كبيرة في نفس المجال.
فالدراما أعطت فرصة، وأثبتوا أنفسهم وحرفيتهم وموهبتهم وشغفهم المعطاء، وهو ما جعلهم يختارون طريق الدراما، ولعله وقياسًا على جرأة الدراما في تجديد الحضور التمثيلي إذا ما تساءلنا عن مدى نجاح ذلك في العمل المسرحي، ودوره وأهميته، وضرورة أن يفتح بدوره أبوابه لمثل هذه الطاقات الشابة، ولا يبقى محدودًا ومقتصرًا على أسماء ومسرحيات «مستوردة» من الخارج إن صح التعبير.
وهذه الثقة خاطرت بإقحام أسماء المواهب الجديدة التي كانت محلّ الثقة، وهو المفقود في المسرح الذي لا يزال يرمي بثقل إنتاجه على الأسماء الكبيرة وفئة (أ)، كما يقال «من يبيع على شباك التذاكر»، وليكون هناك توازن حقيقي بين الفضاءين من حيث التعبير، وحتى لا يمضي الكل نحو الشاشة الصغيرة، ويتم إهمال العمل المسرحي.
كل التقدير لشغف هذه الأسماء، ومنهم «إبراهيم الحجاج، فايز بن جريس، فيصل الدوخي، محمد القحطاني، ريم العلي، خيرية أبو لبن، صالح أبو عمره، محمد الشهري، صالح عزيز، وهند محمد».
@yousifalharbi