ورافق الاحتجاجات اعتقالات وإطلاق نار على المتظاهرين لم يتبين حتى الآن إحصاءاتها الدقيقة، بحسب ما نقل «إيران إنترناشيونال».
استغلال السجناء
من جهة أخرى أفاد عدد من السجناء السياسيين في سجن طهران أنه يتم استغلالهم بشكل كبير، وأن بعض السجناء أُجبروا على القيام بأعمال شاقة دون دفع أي أجر، وكأن «معسكرات السخرة السوفييتية والنازية قد تم إحياؤها».
وأضاف هؤلاء السجناء السياسيون، في تقرير عن الوضع المزري للسجناء في سجن طهران، نشره موقع «إيران إنترناشيونال» أنه تعليقًا على مزاعم حقوق الإنسان من قبل مسؤولي النظام الإيراني حول وضع حميد نوري في السويد، فقد قدموا تقريرا عن انتهاكات حقوق الإنسان وحقوق السجناء في سجن طهران، والتي يمكن أن تمتد إلى جميع السجون الإيرانية.
حرمان من الحقوق
ويشير هؤلاء السجناء السياسيون إلى أقوال مسؤولي النظام الإيراني، ومن بينهم كاظم غريب آبادي، نائب رئيس القضاء الإيراني، الذي حذر السويد من الحكم على حميد نوري، أحد المتهمين في مذبحة السجناء السياسيين في 1988 قائلا: «إيران لن تتحمل أبدا انتهاك السويد لحقوق الإنسان بخصوص حميد نوري».
حسین قشقایي، ومیلاد أرسنجاني، ومحمد تركماني، ورضا صلواتي، وشهاب سلطانیان، وأكبر فراجي، وحجت الله رافعي، ومرتضی أولنكي، وداوود عبداللهي، من المعتقلين السياسيين المحتجزين في سجن طهران، أكدوا في تقريرهم عن أوضاع هذا السجن، أنهم يعانون الحرمان من الحق في العلاج الطبي، عدم وجود ماء صالح للشرب، قطع اتصال السجناء عبر الهاتف مع عائلاتهم، توبيخ السجناء السياسيين عبر نقلهم إلى عنبر سجناء جرائم العنف، واستغلالهم.
واقع عبودي
وفي إشارة إلى «استغلال السجناء العاملين في السجون» أضاف المعتقلون السياسيون في تقريرهم: هؤلاء السجناء يعملون بجد من الصباح الباكر حتى نهاية اليوم، ويتقاضون في نهاية المطاف راتبًا شهريًا يتراوح بين 80000 و600000 تومان. رقم ضئيل للغاية لا يغطي حتى تكلفة مياه الشرب في السجن.
وقالوا إن البضائع التي ينتجها السجناء في السجن يعاد بيعها لنفس السجناء بأسعار باهظة.
ووصف السجناء السياسيون في تقريرهم استغلال السجناء بأنه «شكل جديد من أشكال العبودية»، مؤكدين أن سجناء الرأي في سجن طهران أجبروا على العمل لساعات شاقة مجانا ودون أجر مقابل ما وصفه مسؤولو السجن بأنه «تعاطف قانوني».
انتهاكات مروعة
وأكدوا أن المسؤولين القضائيين وموظفي السجون يستغلون السجناء، ويفرضون أي شروط عليهم إن أرادوا، ولا يحق للسجناء الاحتجاج.
وأشار السجناء السياسيون في تقريرهم من سجن طهران إلى أن تصرفات المسؤولين تتم بطريقة و«كأن معسكرات السخرة في الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية قد أعيد إحياؤها».
ولقي العديد من السجناء السياسيين حتفهم في السجون الإيرانية في الأشهر الأخيرة، وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي في تقرير استقصائي يبحث في تفاصيل وفاة 96 سجينًا في السجون الإيرانية، إن السجون الإيرانية أصبحت «غرف انتظار للموت».
وأضافت المنظمة: «إن سلطات السجون الإيرانية ترتكب انتهاكا مروعا للحق في الحياة من خلال منع السجناء المرضى عمدا من الحصول على الرعاية الطبية الحيوية».