روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما هذه لباس من لا خلاق له)، فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم التجمل للعيد، وإنما أخبره بأن لبس هذه الجبة محرم، لأنها من حرير.
لصلاة العيد سنن ومستحبات كثيرة، منها: التجمل لها ولبس أحسن الثياب، فقد عرض عمر حلة عطارد على النبي صلى الله عليه وسلم ليتجمل بها للعيد والوفود، إلا أنه ردها، لأنها من الحرير، فقد كان له حلة يلبسها في العيد والجمعة. فلا حرج على المسلم أن يشتري ثيابا جديدة ليوم عيده، وليس ذلك من التشبه بغير المسلمين، ولو كانوا يفعلونه في أعيادهم واحتفالاتهم، وكل ما دل الدليل الشرعي على مشروعيته واستحسانه لا يكون العمل به من التشبه المنهي عنه. وعدم التصوير، فمكارم الأخلاق مثلا وحسن التعامل مع الناس والبشاشة عند اللقاء والتنظف والتعطر ونحو ذلك أمور مشروعة، قامت الدلائل الشرعية على مشروعيتها واستحبابها.
توجد بعض التصرفات والسلوكيات الاجتماعية التي أغلبها دخيل على ديننا وعاداتنا يجب التنبيه عنها والحذر منها سواء في العيد أو طيلة أيام العمر.
فماذا يريد هؤلاء؟! قال تعالى ﴿أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا﴾..
ولكن كيف يرضى المسلم أن يكون هو المقصود في هذا الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم“، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: “فمن؟“. السنن هي العادات والتقاليد والطرق وكيفية الحياة. وأهمها التبرج واتباع الموضات التي أحدثوها لإخراج المرأة عن حجابها وسترها، والجرأة على التكشف والعري، بدعوى التحرر والحرية، حلق اللحى وتشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، وجعل ذلك من أسباب الحضارة والتقدم، سب الحق والاستهزاء به وتشويهه ووصفه بأنه تحجر وتخلف، وتقليل شأن الدين في نفوسنا وإبعاده وفصله من الحياة كلها، المناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة ونبذ الدين الإسلامي بحجة أنه من الأمور الرجعية وينافي الحضارة، ونشر الرذيلة وفعل قوم لوط بدعوى الحرية الشخصية، والأمثلة كثيرة جدا يصعب طرحها، نسأل الله أن يهدي رجالنا ونساءنا وأبناءنا وبناتنا وجميع المسلمين، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
[email protected]