"أيها المريض العزيز.. نحن لا نتعامل ببرود..
لقد رأينا الموت ألف مرة في حياتنا اليومية، وسط القيح والدم وتأوُّهات المبتلين، وما تعتبره أنت حدثًا طارئًا في حياتك نحن نعايشه يوميًا وسنظل..
لقد احترقت أعصابنا منذ زمن... صارت رمادًا #والرماد لا يحترق مرتين، فالأطباء نبض الحياة.
ولكن حسنًا، كونك طبيبًا لا يعني أنك قد حصلت على درجات عالية خلال دراستك، بل مَن تكون أنت. لا يوجد أي كتاب بإمكانه أن يعلمك كيف تحزن مع مريضك. ولا توجد أي محاضرة تتعلم فيها كيف تخبر أحدهم بوفاة عزيز عليه أو أنه قد أوشك على ذلك. لا يمكن لأي معلم أن يعلمك كيف تحفظ كرامة مرضاك، وكونك طبيبًا لا يعني وصفات طبية، ولوائح وقوائم للمواعيد، بل يعني أنك قادر على منح اهتمامك ومحبتك للآخرين في أشد لحظاتهم ضعفًا".
من معاناة الأطباء على سبيل المثال لا الحصر، عدم احترام الوقت من قِبَل بعض المراجعين، وطَرق باب العيادة من قِبَل البعض الآخر، وما يسببه من إرباك للطبيب، وإزعاج للمريض، وكذلك ترك نصائح الطبيب المبنية على علم، والاستماع لأطباء الـ "واتس آب"، والاستراحات، وغيرهم ممن لا يفرقون بين الطب والطبل، وليت العناء ينتهي مع مغادرة العيادة، بل نجد العناء يتبع الأطباء في مناسباتهم الاجتماعية التي سرعان ما تتحول إلى عيادة!
وعندما يطلب أحد الأقارب أو الأصدقاء خدمة من الطبيب لابد من التنفيذ دون تأخير معتقدين أنهم الوحيدون، وما علموا بأن الأعداد والطلبات مستمرة.
بالمختصر، ترى الطبيب والطبيبة والممرض والممرضة موظفين، مثلهم مثل غيرهم، ولكن الفرق أنهم يتعاملون مع آلام الناس ومعاناتهم ومشاعرهم، فهل يراعي أفراد المجتمع مشاعر الأطباء والممرضين، أعتقد لو تمكّن المراجعون من استخدام سماعات الأطباء والطبيبات، لسمعوا ما بدواخلهم من آلام تكتمها صدورهم، لربما تفجّرت طبلات آذانهم!! أدري أنني بالَغت لكن لا تلوموني!!
Saleh_hunaitem@