كانت السنوات الأولى من أوائل السبعينيات الميلادية من القرن الماضي بداية الفكر الإستراتيجي الاقتصادي للتنويع والتحالف الاقتصادي في المملكة مع شركات أجنبية عندما بدأت الحكومة ترسم وتنفذ السياسات والخطط الاقتصادية في قطاع الصناعات البتروكيماوية في الجبيل وينبع للاستفادة من البترول الخام في صناعة المنتجات البتروكيماوية المتعددة التي تقوم سابك بتسويقها في مختلف دول العالم، وذلك من خلال شراكات اقتصادية مع الشريك الأجنبي. لم يكن التفكير في المشاريع البتروكيماوية صدفة، بل كانت النظرة الإستراتيجية الصحيحة تشير إلى أهمية قيام صناعات كيميائية وبتروكيماوية تستمد قوتها التنافسية من كون المملكة أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول في العالم، ناهيك عن امتلاكها لأكبر احتياطي نفطي عالمي.
تحوز سابك اليوم على حصة تنافسية كبيرة في سوق البتروكيماويات العالمية، حيث تعد من الشركات البتروكيماوية المنافسة لكبرى الشركات العالمية. وقد تعدت سابك كونها شركة وطنية لتصبح ضمن الشركات المتعددة الأوطان منذ حوالي ثلاثة عقود. وتتضح هذه النظرة الإستراتيجية في تصريحات المسئولين في سابك، حيث يفكرون عالميا ويعملون محليا. ولقد فتحت السياسات البترولية في المملكة الفرصة لسابك لبناء شراكات وتعاون وتآزرات عالمية مع الشركات الأجنبية العملاقة في مجال البتروكيماويات في أوروبا واليابان والصين والهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الصناعية الصديقة.
وكما هي الحاجة للتحالف بين سابك والشركات الأجنبية في مجال البتروكيماويات فإن العديد من الشركات السعودية تبحث في السوق العالمية عن شركاء إستراتيجيين يساندونها وتساندهم لما فيه مصلحة الطرفين. وتنبع الحاجة للتحالف مع شريك إستراتيجي أجنبي من المعرفة الكافية لسوقه وثقافته وسياساته الحكومية وطبيعة اقتصاده وزبائنه وغيرها من أسباب التسويق الناجح.
اختيار الشريك الأجنبي مهمة صعبة لما يحيط بهذه الشراكة من مخاطر استغلال أحد الطرفين للآخر ومعرفته بمزاياه التنافسية والاستفادة منها ضده عندما ينتهي التحالف لأي سبب من الأسباب، لذلك يجب أن تكون صفة التحالف بصيغة قانونية تحمي مصالح الطرفين.
كلية الأعمال KFUPM
@dr_abdulwahhab