حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، والمدعوم من طهران، يحتفظ مع حلفائه بقرابة سبعين مقعدًا من إجمالي 128 في البرلمان المنتهية ولايته، ويعتمد حزب الله في تمويله وتسليحه على إيران، ومن هنا يتضح لنا أنه إن لم يكن خاضعًا كليًّا لنفوذ إيران فإنه على الأقل تحت إمرتها، ويسمع كلمتها، فنصفه بأنه ذراع إيران في المشرق العربي.
الحزب أصلًا لا يخفي ولاءه الطائفي لإيران، ولم يعُد سرًّا أن ما يعمل عليه الحزب هو ربط لبنان بأجندة إيران، وهذا سيكون له ثمن مرتفع جدًّا، وما يساعد حزب الله على تعزيز نفوذه ضعف مؤسسات الحكم في لبنان، ومن خلال وزرائه في الحكومة يقرر الحزب الكثير من سياسات الدولة، ويستطيع تعطيل أي قرار لا يخدم مصلحته. وقد استطاع الحزب أن يزرع أعوانه وأنصاره في مختلف المؤسسات الحكومية؛ ليكونوا له أدوات، إما لتسهيل تصرفاته أو دعمًا لها.
وبالعودة إلى انتخابات لبنان الأخيرة نجد أن هذه الانتخابات هي الأولى بعد انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850 وبعد احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة، وانفجار مروِّع في 4 أغسطس 2020 في مرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من مئتي شخص، ودمَّر أحياء من العاصمة. بقاء الأحوال في لبنان هكذا معلقة بين التوتر والإشكالات الأمنية يثير مخاوف اللبنانيين والعالم العربي كذلك، فنجد أن اللبنانيين ترعبهم فكرة العودة إلى الحرب الأهلية، وفي أبسط الأحوال يخشى اللبنانيون أن يتحول لبنان لدولة فاشلة فاقدة لأهليتها، ومفتقدة للقانون والانضباط.
التوقعات بحدوث تغيير كبير في لبنان ضئيلة نوعًا ما، في ظل النظام الطائفي الذي يقسّم مقاعد البرلمان على 11 جماعة دينية، ويميل لصالح الأحزاب القائمة.
لُبنان الذي بقيَ مشلولًا لوقت ليس بقصير ستكون عملية استرجاعه بحاجة إلى بعض الوقت لبناء دولة قوية متينة عربية، تزيح الدويلة إلى مكانها الطبيعي.
HindAlahmed@