والذي يبعث فعلا على الفخر بهذا الوطن وشبابه المبدعين هو تلكم القفزة المذهلة، التي حصلت، حيث أصبح منتخبنا في المركز الثاني عالميا بعد أمريكا بعدد جوائز (22)، ونكون بذلك قد سبقنا عدة دول متقدمة في مجالات علمية مختلفة.
وهذا المنتخب السعودي الرائع والمذهل هو نتاج تضافر عدة جهات رسمية من أبرزها على سبيل المثال لا الحصر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ووزارة التعليم وغيرها من الجهات الداعمة والمحفزة والمشجعة والمشاركة. هذا التضافر على هدف معين، والتعاون المثمر هو الذي أوصل هؤلاء الموهوبين الشباب إلى المقدمة والقمة.
وهذا طريق واعد لمستقبل مشرق في المجال العلمي والتقني، حيث هما العجلة الأهم في تقدم الدول. نحن نريد أن تبقى العقول المبتكرة والمنتجة في بلدنا، وأن تنتهي مقولة: (العقول المهاجرة).
لقد أصبح من البديهيات على المستوى العالمي أهمية دعم المجال العلمي والتقني، بالإضافة إلى البحث والتطوير، خصوصا من القطاع الخاص الذي لابد أن يكون داعما أساسيا، ويدخل في هذه الدائرة بكل ثقله، كما تفعل الشركات الكبرى حول العالم، من أجل تحويل تلك المواهب إلى علماء مخترعين ومبتكرين بمنتجات تقنية عالمية.
ومما يثلج الصدر هو احتفال كل الوطن بهم، حيث رأينا الحفاوة والاستقبال لهم كالمشاهير والنجوم وهم كذلك. المرجو أن يصبح مثل هؤلاء هم القدوة الحقيقية للمراهقين والمراهقات بدلا من أولئك المشاهير، الذين لا يقدمون شيئا يذكر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل بعضهم يُسيء أكثر مما يُحسن!
دعونا نبرز هؤلاء المشاهير والنجوم الحقيقيين. هم فتية آمنوا بأنفسهم وقدراتهم (بعد توفيق الله) ولم يلتفتوا إلى المثبطين والمتشائمين في طريقهم إلى القمة. إني على يقين أنهم قد سمعوا الكثير مما قالوا لهم: لن تستطيعوا أن تنافسوا الدول المتقدمة. ولكن بالإيمان بقدرات النفس، والثقة بالله عز وجل، ثم بدعم وتشجيع الوطن بكل قطاعاته الفعالة والداعمة أوصلتهم إلى مكانهم الطبيعي اليوم. وغدا هناك قمم أخرى في طريق الريادة العملية على مستوى العالم.
هؤلاء الأبطال الموهوبون هم المشاهير والنجوم، الذين لابد أن يتسابق القطاع الخاص لدعم اختراعاتهم وأفكارهم لتحويلها إلى منتج ينافس في السوق العالمي. وأيضا لابد أن تتنافس الشركات لتسويق منتجاتها من خلالهم بما يسمى (Celebrity Marketing). فهم أحق بالعقود والمبالغ الطائلة أن تصرف لهم بدلا من بعض مشاهير الفلس الفكري والعلمي، الذين يقدمون يوميا ما لا يغني ولا يسمن من جوع على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. إن هؤلاء هم المشاهير حقا بسبب عقولهم وذكائهم ومثابرتهم لا بسبب وجوههم وأجسامهم!! وقد أحسن سقراط حين قال لشاب معجب بنفسه وشكله ولباسه: تحدث حتى أراك!
إنه من المؤمّل من مواقع التواصل الاجتماعي أن يُبقى لهم (هاشتاقات) لأسابيع حتى يعرف الشباب والشابات أن الموهبة مع الجهد والعمل ينتج أعمالا يفتخر بها الوطن، وستبقى ذكرى خالدة، وبصمة مشرفة.
هؤلاء الأبطال سيكونون يوما مثل: الخوارزمي، وابن الهيثم، وابن سينا، والزهراوي، وابن البيطار، وجابر بن حيان، وابن النفيس، والقائمة طويلة في تاريخ علماء العلوم الطبيعية.
ومن المهم أن ندرك أن التاريخ ذكي جدا، فهو يعرف المشهور والنجم الحقيقي من المزيف والمُلمّع!
abdullaghannam@