بالرغم من أهمية هذا التخصص والعاملين فيه، وبالرغم من كون هذا التخصص من أكثر التخصصات وأسرعها تطوراً عالمياً، إلا أننا نفتقد لوجود هوية خاصة لإبرازه بالشكل الذي يستحقه، فما زلنا نفتقد لحاضن حقيقي لهذا التخصص ومنتسبيه، فحتى يومنا هذا لم نر ولادة لهيئة سعودية مستقلة ومعتمدة للموارد البشرية مشابهة لهيئة المهندسين، وما زلت مقتنعاً بأن اقتصادنا يحتاج لكفاءات محلية أكثر في هذا التخصص بجميع أقسامه، ويتفق معي العديد من المختصين في أهمية وجود الحاضن لهذا التخصص.
في الوقت الحالي، يوجد لدينا «دعم يتيم» لهذا التخصص ومنتسبيه، وذلك من خلال برنامج مميز من صندوق الموارد البشرية لدعم مجموعة من الشهادات المهنية الاحترافية في تخصص الموارد البشرية، ويهدف هذا البرنامج إلى تمكين القوى العاملة الوطنية في تخصص الموارد البشرية من الحصول على شهادات احترافية عالمية معتمدة في نفس التخصص، وهذا الدعم رفع من مستوى الثقة في كوادرنا المحلية في هذا التخصص، وشخصياً أعتبر هذا البرنامج من أنجح برامج الصندوق وأكثرها أثراً إيجابياً.
إضافة لذلك؛ أنا على يقين تام بأننا في حاجة ملحة لدعم مكاتب استشارات الموارد البشرية السعودية ووكالات التوظيف المحلية، فهذا الدعم سيساعد في بناء قاعدة أساسية قوية للموارد البشرية في المملكة، خاصة في القطاع الخاص، وما أتمناه من الجهات المعنية هو إعادة النظر في اشتراطات تأسيس وكالات التوظيف ومكاتب الاستشارات المختصة في الموارد البشرية، وعلى يقين تام بأن النتائج من ذلك ستكون مُذهلة بحول الله.
جميع الدراسات أثبتت أنه لا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو ويحقق مستهدفاته بدون وجود اهتمام في الثروة البشرية المحلية، ولا يمكن لأي سوق عمل أن ينهض بغياب التطبيق الفعلي لممارسات تخصص الموارد البشرية، ولا يمكن لأي منظمة أن تنمو بدون وجود حقيقي لموظفي الموارد البشرية، فهم الملاذ الآمن للعاملين في أي منظمة عند البحث عن العدالة في تطبيق الأنظمة وحفظ الحقوق، وهم الذراع الرئيسية لتحقيق كل المستهدفات سواء كانت عامة اقتصادياً أو خاصة لأصحاب العمل والمنشآت.
ختاما؛ وصلنا لمرحلة بأن تخصص الموارد البشرية أصبح «تخصص من لا تخصص له»، فهل نشهد في الفترة المقبلة علاجاً لهذا الخلل؟.
@Khaled_Bn_Moh