طالب الجيش الإسرائيلي صباح امس سكان شمال قطاع غزة مغادرته فورا والرحيل من كافة المناطق الحدودية عبر منشورات ألقتها الطائرات الحربية بكثافة في سماء شمال القطاع.
وجاء في هذه المنشورات "على سكان المنطقة (أهالي شمال قطاع غزة) إخلائها بشكل فوري من أجل سلامتكم"، وأنه يقوم برد عسكري فوري بسبب عمليات "إرهابية" تشنها فصائل "إرهابية" انطلاقا من المناطق السكنية في شمال القطاع ما يستوجب على الأهالي الإخلاء الفوري لها.
وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي قد اكد ان قرار الهجوم البري على قطاع غزة يقترب. واضاف "ان العالم لا يضغط علينا ويتفهم ان لنا الحق في القتال للدفاع عن منازلنا".
وتشن إسرائيل لليوم الثامن على التوالي عملية عسكرية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس عبر سلسلة مكثفة من الغارات الجوية راح ضحيتها 430 شهيدا وجرح أكثر من 2300 آخرين لكسر شوكة المقاومة الفلسيطنية والقضاء على حركة حماس.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية ان 465 فلسطينيا على الاقل بينهم 75 طفلا و21 امرأة استشهدوا في اكثر من 700 غارة على مواقع تزعم اسرائيل انها لحماس. وقال الجيش والشرطة الاسرائيليان : ان الفلسطينيين أطلقوا حوالى 500 صاروخ من قطاع غزة أسفرت عن سقوط أربعة قتلى في اسرائيل أحدهم جندي و12 جريحا منذ 27 ديسمبر.
وأعلن امس استشهاد القيادي الميداني لحركة الجهاد ممدوح الجمال في قصف إسرائيلي استهدفه في حي تل الهوى شرق غربي مدينة غزة.
وكان ناشطان من كتائب القسام استشهدا الليلة قبل الماضية في غارة جوية بالقرب من دوار زمو شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهدت الطفلة سجود الدردساوي «13 عاما» وأصيب ثلاثة من أفراد عائلتها في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. واستهدف القصف ـ الى جانب مواقع لحماس ـ مباني حكومية ومساجد ومؤسسات عامة ومراكز اجتماعية في القطاع تزعم اسرائيل ان صواريخ خزنت فيها لتدمير البنى التحتية للقطاع.
ورغم ارتفاع محصلة الخسائر في البشر والبنية التحتية فإنه طبقا للقناة العاشرة في التليفزيون الاسرائيلي يعتقد أغلبية من القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين أنه بدون عملية برية لا يمكن لاسرائيل أن تحقق الهدف من عملية "الرصاص المتدفق" وهو إضعاف قدرة و "دافع" حماس بقدر كبير على إطلاق الصواريخ.
وفي حين أن مجموعة من المحللين الاسرائيليين مقتنعون بأن حماس تخشى الهجوم البري وحاولت تفاديه بالادلاء بتصريحات بأنها ترغب في هدنة جديدة فإن سكان غزة يقولون : إن العكس صحيح.
فالغارات الجوية لم تتح لمقاتليها أي خيار سوى الاختباء ومواجهة الاتهامات بالجبن ويقول السكان : إن حماس الآن تنتظر بشغف الهجوم البري، وهو فرصة لاظهار قدراتها وإلحاق خسائر كبيرة بالقوات البرية الاسرائيلية.
ومن الممكن توقع أن يقوم مقاتلو حماس ـ الذين قيل : إنهم نصبوا شراكا وألغاما على طول طريق الجنود الاسرائيليين كما حدث في عمليات الاقتحام السابقة ـ بمواجهة الجنود بالمتفجرات والقنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون. وترغب إسرائيل ـ التي هي عكس حماس تمتلك دبابات ومروحيات أباتشي تقدم غطاء خلال القتال البري ـ في ايجاد "رادع" قوي ضد إطلاق الصواريخ بإظهار تفوقها العسكري وجعل حماس تدفع "ثمنا باهظا" أيضا. وإذا كانت محصلة القتلى الفلسطينيين هي الأعلى بالفعل خلال أربعين عاما من الصراع فإنه يمكن توقع أن تزيد بمعدل أكبر.