لدى الجمعية العديد من المبادرات، فهي تحرص على زيادة التنقيب الأثري في المنطقة الشرقية؛ ليكون عاملَ جذبٍ سياحيٍّ هامًّا داخليًّا وخارجيًّا في منطقة تزخر بالعديد من الأماكن التاريخية العائدة إلى أزمنة موغلة بالقِدم. وكذلك تأمل الجمعية كجهة استشارية في ترميم العديد من المنازل التراثية، وتحديث المواصفات؛ لتكون المرجع لما يأتي بعدها من مشاريع. كذلك بالاهتمام في التأصيل التاريخي للرواية الشفهية والمعارض المتخصصة والدفع بالحِرَف القديمة إلى غيرها من مبادرات.
إن المنطقة الشرقية، كما في سائر أنحاء المملكة، غنية في إرثها الثقافي المحفوظ في آثارها وتراثها، وهو الرابط المرئي بين الماضي والحاضر، المنطقة تقع في ملتقى حضارات سادت وبادت، كذلك تعج في التيارات الثقافية المختلفة المتقاطعة وعبر الأزمنة التاريخية. كما تبرهن الأدلة الأثرية المكتشفة على عمق المكون الإنساني والثقافي وتمازجه مع الحضارات القديمة، ومنذ العصر الحجري. فهناك مواقع أثرية دلت على الاستيطان المبكر للإنسان القديم. كذلك من تبادل للسلع مع بابل وبلاد الرافدين والهند وعمان. وقد شكَّل تناول الحرف والتميُّز بها جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والموروث القديم، وإلى عصرنا الحالي. فمن تاروت ودارين إلى ثاج في الغرب من الجبيل. ومن واحة الأحساء إلى يبرين. تجد الكنوز الأثرية والمعالم التراثية، والتي قلما تجد موقعًا في العالم شبيهًا بها.
وجانب من التوثيق، جاء تأسيس الجمعية من خلال غرفة الأحساء، حيث عقد لقاء ضم المهتمين، على أثره شكّلت مجموعة للوقوف على بعض المواضع، والتي كانت نواة تأسيس الجمعية. ولم تنتظر الجمعية الكثير منذ صدور قرار تأسيسها، وبالفعل باشرت انطلاق أول أعمالها بورشة ضمَّت العديد من المتخصصين بالآثار والتراث للنقاش حول المبادرات المستقبلية للجمعية يوم الأحد الماضي.
نتمنى للجمعية كل نجاح كما نتمنى لها التوفيق.
@SaudAlgosaibi