هذه الحركة المتطرفة أُطلق عليها حركة الصحوة (woke movement). ولعلي أرقب تحوُّلات وتطورات هذه النقلة الحادة في المجتمع الغربي والأمريكي تحديدًا منذ سنوات أقضيها داخل هذا المجتمع، وأتلمّس هذا التحوُّل الذي يمكن وصفه بأي شيء إلا أن يكون تدريجيًّا.
آثار "الصحوة" الغربية لمست مختلف جوانب الحياة في مفارقة عجيبة، كسابقة المتطرف اليميني، حيث اشتكت أحد أكثر "الصحويات" الأمريكيات تطرفًا من عدم رغبة الرجال بالارتباط بها، واصفةً ذلك بالعنصرية.
الجدل مستمر على مسرح مدارس الأطفال، حيث تتسيد الصراع بفيرجينيا وفلوريدا بين اعتقالات للآباء المطالبين بالتوقف عن أدلجة أبنائهم بأيديولوجيا إباحية وبين استقالات المعلمين اعتراضًا على التدخل السافر في عملهم!
الإعلام هو مسرح آخر، ولعل ما يحدث مع منصة نيتفليكس من تطرف حاد وجرأة على المسلمات البشرية، ودعم الشذوذ والانحلال، وما واجهه من رفض مجتمعي صارخ أدى لهبوط سعر الشركة لأكثر من ٦٠٪ حتى دقائق كتابة هذا المقال، لدليل آخر لرصد هذه التحولات وردود المجتمع عليها. بل إن رجل الأعمال الأشهر في أمريكا حاليًّا ايلون ماسك غرّد واصفًا الصحوة بالفيروس، وأنه جعل من نيتفليكس منصة غير قابلة للمشاهدة، ولقيت تغريدته أصداء واسعة.
ما يعانيه المجتمع الأمريكي من تداعيات الصحوة أكبر من أن يتم حصرها في هذه المقالة، إلا أنني آمل أن تكون هذه السطور قادرة على إعطاء مدخل للمتابع للوضع الداخلي الأمريكي حول هذه التطورات ونتائجها المتوقعة على مآلات القيادة في واشنطن، في قادم الأيام، وأثر ذلك على العالم أجمع.
حمانا الله وإياكم من كل صحوة متطرفة، وإذا طرأ طاري الصحوة، فتذكَّروا أن نوم الظالم عبادة!
@yazeeddd