DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التقلبات الجوية تطرح حل «التعليم عن بعد»

موجات الغبار ترفع زيارات الطوارئ والتنويم

التقلبات الجوية تطرح حل «التعليم عن بعد»
ارتفاع درجات الحرارة يسبب أضرارا صحية لبعض الفئات
التحول للنموذج الافتراضي وفق الظروف المناخية ضرورة
اعتماد التوقيت المرن بحسب أجواء المنطقة يحمي الطلبة
العواصف الرملية تفاقم أمراض الربو وحساسية الصدر
اتفق مختصون على أهمية التحول للتعليم عن بُعد خلال مدة التقلبات الجوية، والأوقات التي تصاحبها تحذيرات للمركز الوطني للأرصاد، من الطقس، حفاظًا على صحة الطلاب والطالبات، وكذلك تفعيل الدوام الصباحي المرن بالمدارس، تزامنًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، التي تؤثر سلبًا على تركيز وأداء الطلبة، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يسبب أضرارا صحية لبعض الفئات، وبالتالي فإن التحول للنموذج الافتراضي وفق الظروف المناخية، لكل منطقة، ضرورة لحماية الطلبة.
استثناء طبي
وقال استشاري طب الأطفال والأمراض الصدرية د. باسم كردي، إن ارتفاع درجات الحرارة، قد يسبب الجفاف أو الإجهاد الحراري وغيرها من الأعراض، وبعض الفئات العمرية، خاصة الأطفال، وكبار السن أقل تحملا للحرارة، إذ إن بعض الحالات المرضية مثل «التليف الكيسي» لا تتحمل الحرارة المرتفعة، والتعرق الزائد، وهو ما يتطلب آلية استثناء طبي لحماية هذه الفئات.
وأشار إلى أن بعض إدارات التعليم قررت تقديم موعد بدء الدراسة، ورغم أن هذا الجهد مشكور، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة، وقت الدراسة، في ظل ازدحام بعض الفصول أو عدم قدرة التكييف على العمل بكفاءة عالية، والخروج وقت الظهيرة قد ينطوي على أضرار صحية لبعض الفئات، خاصة أن هذه الفترة تصاحبها تقلبات جوية متعددة، وعواصف رملية وعوالق ترابية، تؤدي إلى تهيج الأعراض لدى المصابين بأمراض صدرية مثل الربو وحساسية الصدر وغيرها.
وأضاف: هؤلاء عليهم البقاء بالمنزل، وقت تحذير المركز الوطني للأرصاد، وفي حال الذهاب للمدرسة، يجب عدم الخروج إلى الأماكن المفتوحة، وارتداء الكمامة، والالتزام بالعلاجات الوقائية كما يصف الطبيب، وفي أثناء وجودهم بالمنزل؛ ينبغي إحكام إغلاق النوافذ والأبواب والتنظيف المستمر للغرفة مرتين أسبوعيًا كحد أدنى، وتشمل أعمال النظافة، إذ إن تردي جودة الهواء يؤثر على صحة الرئتين، سواء للأطفال أو غيرهم، وبالتالي ينبغي إيجاد آلية سلسة لإغلاق المدارس في حال العواصف الرملية والغبارية.
وأفاد د. كردي، بأن إضافة خيار التعليم عن بُعد، خاصة مع الخبرة المكتسبة خلال فترة جائحة كورونا، قد يكون مناسبا، لحماية الأطفال، خاصة ذوي الأمراض الصدرية منهم، ويشمل الخيار، أيضا، مَن يعانون من مرض مزمن يمنعهم من الحضور بصورة كاملة، مشيرا إلى أهمية تيسير التحول إلى الدراسة عن بُعد، بحسب الظروف الجوية في المناطق، دعما لاستمرار العملية التعليمية مع المحافظة على صحة الأطفال.
التوقيت المرن
وأوضحت الباحثة في الشأن التربوي د. زينة الشهري، أن ‏التعليم إحدى الحاجات الأساسية للفرد، ومن أهم مقومات المجتمع المتحضر، إلا أن سلامة الفرد وصحته تأتي، أولا، والحفاظ عليها أولوية حتى في أداء العبادات، مشيرة إلى أن الأحوال الجوية الصعبة قد تعرض حياة الطالب أو أسرته للخطر، ويعد التعليم عن بُعد في هذه الحالات خيارا يضمن سلامة الطالب وأسرته، واستمرار العملية التعليمية معا، ويمكن العمل على تجويده مع الوقت إذا ما أُعتمد رسميًا في حالات الطوارئ.
وأضافت: مؤخرًا بعد اعتماد الفصول الدراسية الثلاثة، امتد وقت الدراسة إلى منتصف فصل الصيف تقريبًا، وبالنظر لتعدد المناطق المناخية في المملكة والتباين في وقت شروق الشمس، نجد أن اليوم الدراسي بالتوقيت الموحد، يمتد لوقت ذروة الطقس الحار في بعض المناطق، بينما في الشتاء يبدأ في ذروة الطقس البارد، واعتماد التوقيت المرن يمنح إدارات التعليم صلاحية تعديل وقت اليوم الدراسي بحسب ظروف المنطقة المناخية، ويساهم في توفير الطاقة المهدرة في التكييف، ويشجع الطلاب على الانضباط، خصوصًا في أيام البرد القارس والحر الشديد.
أمراض الجهاز التنفسي
وأكدت استشاري طب الأطفال العام والأمراض الصدرية للأطفال وأمراض النوم للأطفال والبالغين د. رانيا الشمراني، أن العواصف الرملية والترابية تتسبب في مشاكل للجهاز التنفسي، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض الرئة، وترتبط العواصف الرملية والترابية بزيادة زيارات الطوارئ والتنويم في المستشفيات، وتفاقم الربو وأمراض الجهاز التنفسي، ويمكن أن تحمل جزيئات الغبار الناعم أيضًا مجموعة من الأشياء الضارة بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات والملوثات ومسببات الحساسية.
وأفادت د. الشمراني، بأن التعرض للعواصف الترابية يسبب أو يزيد تهيج العينين والأنف والحنجرة، والسعال والصفير، والتهابات الجهاز التنفسي السفلي «الفيروسية والبكتيرية والفطرية»، وأمراض انسداد مجرى الهواء «الربو والتهاب الشعب الهوائية ومرض الانسداد الرئوي المزمن»، وتليف الرئة، وأمراض الرئة الخلالية، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وقالت د. الشمراني: مَن يعاني من أعراض تنفسية بعد التعرض لموجات الغبار، يمكنه التوجه لمقدم الرعاية الصحية الخاص به، إذ يمكن علاج الأعراض بالأدوية المستخدمة لتقليل تهيج الأنف والحلق والشعب الهوائية، ويمكن علاج السعال أو الصفير بدواء يمكنه إرخاء عضلات مجرى الهواء يسمى موسع الشعب الهوائية.
ونصحت أفراد المجتمع كافة بإغلاق النوافذ والأبواب، خلال الرياح أو العواصف الرملية، والبقاء في الداخل، وتجنب أي نشاط في الهواء الطلق، والحرص على استخدام وحدة تكييف هواء مفلترة أو جهاز لتنقية الهواء مزود بفلاتر دقيقة، والاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة، وطلب المشورة الطبية فورًا إذا استمرت أعراض الجهاز التنفسي، والالتزام بارتداء الكمام المناسب في حالة الحاجة الملحة للخروج.
توظيف التقنية
وبيّن أستاذ التربية المشارك بقسم السياسات التربوية بجامعة الملك سعود سعادة د. عبدالله المقرن، أن مبادرة بعض إدارات التعليم، بتقديم مواعيد بدء اليوم الدراسي، قد يبدو للوهلة الأولى أنه لن يفيد، وأن تقديم 15 دقيقة، لن يخفف غلواء الحرّ، ولكني أنظر للموضوع برمته أنه تحرك إيجابي لتخفيف غلواء «المركزية»، التي يعاني منها تعليمنا، وهو تحول نوعي لمنح هذه الإدارات صلاحيات أكبر، والأهم أن تتصرف هذه الجهات بتنسيق كامل مع مَن يعنيهم الأمر وبالأخص: الأجهزة الإدارية والتعليمية للمدارس، وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم، وهذا ما ننادي به بوصفنا تربويين، نعي دور المدرسة الحقيقي في حراكنا التنموي. وتابع: المدرسة صارت معقلا لتلقين محتوى تعليمي يصاغ ويُعد من أبراج عالية، ويدفع بشحنات معرفية عبر طواقمها الإدارية والإشرافية والتعليمية لعقول أبنائنا وبناتنا، ولا يوجد لهذه المدارس أدوار لتفهم محيطها التنموي، ولا مجتمعاتها المحلية، هذه خطوة رائدة لمنح الصلاحية للإدارات، ولاحقا للمدارس -بإذن الله-، فكل مدرسة أدرى بشعاب مجتمعها الذي تخدمه، وأرى أن تضع وزارة التعليم سياسات تحوكم المرونة في ضبط مدة اليوم الدراسي، ويترك ذلك لإدارات التعليم والمدارس، بحيث لا يرتبط بشدة الحر أو البرد فقط، بل يكون متاحا بحسب الظروف التي تمر بها كل منطقة تعليمية، فبلادنا حرسها الله، متسعة الأرجاء، ويصعب استيعاب احتياجات كل منطقة بقرار موحد.