لماذا وصلنا لهذا المستوى من التعصب الكروي المقيت وإقصاء الآخر مع أننا في وطن واحد، وديننا ينهانا عن السب والشتم، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- من حديث عبدالله بن مسعود: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي، وربما تجد هذا الإنسان من أكرم الناس ومحافظا على صلاته في الصف الأول، ولكن عند التشجيع الرياضي ينحدر بأخلاقه وأسلوبه، فيسب الحكم فلان ويلعن اللاعب فلان، ويتهم ذاك المحلل في ذمته، ويقع في صديقه، فما هو سبب هذه الممارسات السلبية، التي لا تمثلنا دينا ولا شعبا، وأين المثل الجميل والشهير «خل روحك رياضية»؟
مَن المسؤول عن إذكاء هذه العصبية والتحزب، هل البرامج الرياضية الحوارية لها دور في ذلك؟ أم وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات هؤلاء المؤثرين رياضيا، الذين يتبعهم الملايين من محبي وعشاق المستديرة.
التشجيع الكروي جميل وله نكهة خاصة، فيه الحماس والتنافس الشريف، والحمد لله الرياضة السعودية الأقوى خليجيا وعربيا ومتابعة، وهناك مشجعون لأندية سعودية من دول مجاورة، وهذا يعكس ما وصلت إليه رياضتنا من تطور واحترافية، فلا نجعل من هذه الممارسات السلبية تفقدنا طعم ولذة التشجيع والميول الرياضي، فكم من امرأة طلقت بسبب التعصب، وكم من أصدقاء تفرقوا بسببه، وقد بين النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم)، صحيح الجامع، وفي هذا التوجيه النبوي الكريم دلالة على أن الإنسان بإمكانه تطويع نفسه وإلجامها بالحلم وأنه يستطاع متى أراد الإنسان ذلك.
أتمنى على زملائي مقدمي البرامج الرياضية أن تكون لهم رسائل إيجابية لنبذ التعصب الرياضي، وأن يؤكدوا على ضيوفهم بذلك، بل ويمنعونهم من ممارسة الإسقاط والاستنقاص من بعضهم البعض بسبب اختلاف الميول الرياضي، كما أتمنى من كل شخص مؤثر أن يعي دوره، وأن حريته في تغريداته وفي طرحه تقف عن حدود الآخرين، فلا يحق له سبهم وشتمهم واستنقاصهم بأي حال، وأن نتذكر جميعا «خل روحك رياضية».
@jailanishaiq