وتابع: «كما يتطلب الأمر قيام الجانب الأوكراني بإزالة الألغام من جميع الموانئ التي ترسو فيها السفن، وروسيا مستعدة لتوفير الممر الإنساني الضروري، وهو ما تفعله كل يوم».
وموانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة منذ أن أرسلت روسيا آلاف الجنود إلى أوكرانيا في 24 فبراير، ويوجد أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع في البلاد.
وتمثل روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، ويساهم نقص صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية متنامية.
وأوكرانيا أيضًا مُصدر رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.
تبادل اتهامات
وفيما تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بزرع ألغام في البحر الأسود، نقلت «إنترفاكس» عن رودينكو قوله: إن موسكو على تواصل مع الأمم المتحدة بشأن هذه القضية.
وتناقش القوى الغربية فكرة إقامة «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا، مضيفة أن أي ممر من هذا القبيل يحتاج إلى موافقة روسية.
كما قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو: «إن احتمال قيام سفن غربية بمرافقة السفن الأوكرانية التي تحمل الحبوب سيؤدي إلى تفاقم الوضع في البحر الأسود بشكل خطير».
في حين قالت لندن: إنه لا توجد خطط لإرسال سفن حربية بريطانية للمساعدة في إخراج صادرات المواد الغذائية من ميناء أوديسا الأوكراني المحاصر.
وأوديسا، الواقع على البحر الأسود، هو ميناء المياه العميقة الرئيسي في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بمياه بحر آزوف الضحلة، قالت وزارة الدفاع الروسية «إن ميناء ماريوبول، المدينة الأوكرانية التي سيطرت عليها موسكو، يعمل بشكل طبيعي بعد أن أكملت قواتها إزالة الألغام من هناك».
وعلى صعيد آخر، قالت الصين: إن دوريتها الجوية الإستراتيجية المشتركة مع روسيا والتي أجرتها، الثلاثاء، لا تستهدف أي طرف ثالث وليست لها علاقة بالأوضاع الدولية والإقليمية الحالية، بحسب ما ورد في بيان صادر عن وزارة الدفاع، أمس الأربعاء.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن البيان أكد أن الدورية هي روتينية.
وقالت وزارة الدفاع الصينية: إنها أجرت «دورية إستراتيجية جوية مشتركة» فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي والمحيط الهادئ وفقًا لخطة موسكو وبكين السنوية للتعاون العسكري.
من ناحية أخرى، أدان كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية، هيروكازو ماتسونو، المناورة المشتركة التي أجريت، أمس الأول، وشاركت بها قاذفات صينية وروسية، بوصفها «استفزازا متصاعدا».
الصين وروسيا
في الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي: إن القاذفات كانت تحلق من الصباح إلى بعد الظهر وإن هذه الخطوة تبدو «عملا استعراضيا» خلال اجتماع مجموعة «كواد» في طوكيو بين الرئيس الأمريكي ورؤساء وزراء اليابان وأستراليا والهند.
وقال كيشي: إن تحرك بكين المشترك مع روسيا وسط عدوانها على أوكرانيا سيرفع مستوى الاستفزاز، حسبما ذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية.
يأتي هذا فيما هنَّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رؤساء دول وحكومات القارة السمراء، بحلول «يوم أفريقيا».
وفي تهنئته أشار بوتين إلى أن روسيا وأفريقيا ستتمكنان معًا من ضمان الأمن في جميع أنحاء العالم، وأضاف: لقد وفرت القمة الروسية - الأفريقية التي عُقدت بـ«سوتشي» في عام 2019 ظروفًا جيدة لتوسيع التعاون المثمر على المستوى الثنائي وعلى أساس متعدد الأطراف.
من ناحية أخرى، كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن جولة عربية قادمة له، وعن تحضيرات لعقد قمة روسية - عربية.
وأكد وزير الخارجية الروسي في لقاء تليفزيوني بثته «روسيا اليوم»، أن التحضيرات قائمة الآن لعقد قمة روسية جزائرية في أقرب فرصة.
كذلك أعلن الوزير الروسي أنه سيقوم قريبًا بجولة في المنطقة العربية تشمل المملكة العربية السعودية، والبحرين، مؤكدًا: إن موسكو تنظر بارتياح إلى مواقف الدولة العربية الإيجابية من الأزمة الأوكرانية.
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنه يرغب في عدم التخلي عن أي جزء من أراضي أوكرانيا مقابل السلام.
وقال زيلينسكي باللغة الأوكرانية خلال فعالية نظمتها مؤسسة «فيكتور بينتشوك» في دافوس، الأربعاء: «أوكرانيا سوف تحارب حتى تستعيد جميع أراضيها».
وأدلى الرئيس الأوكراني بالتصريحات، بينما كان متصلًا رقميًا بمناقشة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
حوار بوتين
وذكر زيلينسكي بمنتدى «دافوس» السويسري، أنه مستعد أيضًا للحوار إذا انسحبت روسيا إلى الحدود التي كانت عندها قبل بداية الحرب في فبراير، ولكنه قال: إنه لن يدخل في مباحثات سوى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، مضيفًا: «لا يمكن أن أتحدث إلا مع الرئيس مباشرة، لا للوسطاء»، وأشار إلى أن روسيا لا تتفاوض بجدية حاليًا.
وفي المنتدى ذاته، اعتبر عضو الكونجرس الأمريكي، سيث مولتون، أن ما يحصل في أوكرانيا هو «حرب بالوكالة» بين الغرب وروسيا.
وفيما يتعارض مع تصريحات الإدارة الأمريكية، قال مولتون: «إن ما يحصل في أوكرانيا حرب بالوكالة، بمعنى أن كييف تقاتل ونحن نقدم كل الأسلحة والتكنولوجيا والوسائل الأخرى»، وأضاف: «من نواحٍ كثيرة، هذه معركة بين روسيا والغرب، الذي نمثله ونقوده إلى حد كبير».
وفي السياق، طالب وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا بتعليق كامل لتجارة الغرب مع روسيا.
وقال كوليبا في فعاليات لمؤسسة «فيكتور بينشوك» أمس: على العالم أن يتوقف عن شراء السلع والخدمات الروسية والتجارة مع روسيا، لأن كل دولار ويورو تجنيه روسيا من هذه التجارة يتم استثماره لاحقًا في تعزيز نظام بوتين واستمرار آلة جرائم الحرب الروسية.
وأضاف: مبدأ العقوبات ضد روسيا يجب أن يستند إلى مبدأ بسيط للغاية «اقتلوا الصادرات الروسية»، يجب منعها من أي فرص رئيسية لجني الأموال في الساحة العالمية.
وفيما يتعلق بالحرب، قال: «الهدف يجب أن يكون بسيطا وواضحا للغاية: يجب أن تفوز أوكرانيا».
وانتقدت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بعض الدول لاستمرارها في استخدام ثغرات في العقوبات على روسيا، وقالت: «لا يجب السماح بحدوث ذلك»، كما طالبت باعتبار أوكرانيا دولة مرشحة محتملة للانضمام للاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، قالت رئيسة وزراء السويد ماجدالينا أندرسون: إن دبلوماسيين من بلادها سيناقشون مطالب تركية خلال اجتماعات في أنقرة بشأن مساعي بلادها وفنلندا للانضمام لعضوية «ناتو».
وخلال لقائها نظيرتها الإستونية كايا كالاس، أضافت: «بالطبع سنتطرق إلى القائمة ونناقشها ونفند عددًا من الأمور التي لم تكن واضحة».
تدمير «موتور»
وميدانيًّا، أعلنت القوات الروسية أنها شنت هجومًا على مصنع للمحركات والعديد من محطات القطارات في أوكرانيا، ضمن قصف جوي مكثف شنته ليل الثلاثاء/ الأربعاء.
وقال إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء: إنه جرى استخدام صواريخ عالية الدقة انطلقت من الجو والبحر لتدمير وحدات الإنتاج بمصنع «موتور سيتش»، الذي يقوم بتصنيع محركات الطائرات لصالح القوات المسلحة الأوكرانية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار.
وأضاف: «إنه تم شن قصف صاروخي على محطة السكك الحديدية في بوكروفسك بمنطقة دنيبروبتروفسك، وكان الهدف عملية نقل جنود احتياط إلى منطقة دونباس».
وقال: إنه تم شن هجمات على العديد من نقاط القيادة ومراكز الاتصالات في منطقة باخموت، ومركزٍ للوجيستيات في منطقة سوليدار.
وأضاف: «إنه في غضون ذلك، تم قتل أكثر من 300 عسكري أوكراني، فضلًا عن إعطاب 46 مركبة عسكرية».
ولا يمكن التأكد من صحة هذه البيانات بصورة مستقلة.
إلى ذلك، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، على مرسوم يقضي بمنح الجنسية الروسية لسكان مقاطعتي زابوروجيا وخيرسون في أوكرانيا وفق إجراءات مبسطة.
وأدرج بوتين بمرسومه، الذي نشر نصّه على بوابة الوثائق القانونية الرسمية، تعديلات في المرسوم الرئاسي من 24 أبريل العام 2019 بشأن «تحديد فئات الأشخاص الذين يحق لهم التقدم بطلب للحصول على جنسية روسيا وفق إجراءات مبسطة في الأغراض الإنسانية».
وبموجب التعديلات الجديدة، فإن سكان زابوروجيا وخيرسون، وهما منطقتان سيطرت عليهما القوات الروسية منذ المراحل الأولى للعملية العسكرية في أوكرانيا في مارس، ستشملهم نفس الأحكام والإجراءات التي تنطبق وفق المرسوم على سكان جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين.
تجدر الإشارة إلى أن النظر في طلبات الحصول على الجنسية الروسية من الأشخاص المشمولين بالمرسوم، والبت فيها يجب أن يتم في غضون فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ تقديم الطلب والمستندات اللازمة.