لذلك كلما بدأت تشعر بأنك لا تستطيع الاستمرار، تذكر أن هذا هو الوقت المناسب الذي تتعلم فيه كيفية التعامل مع الأمر لأول مرة، فمثلما توجد لحظات جعلتك تشعر بعدم الحياة، توجد لحظات تجعلك تنهض بكل قوة وكأنك شخص يحيا لأول مرة، وهذا ما يسميه الناس باللحظة القابلة للتعليم: وتسمى بهذا الاسم؛ لأنها اللحظات التي تتشكل فيها شخصيتنا، فالآلام والأوجاع تقوينا وتجعل منا نسخة أكثر صبرًا وتحملًا وقوة.
وليست هناك مرحلة أجمل في حياة الإنسان من تلك المرحلة، التي يعرف فيها كيف يحبّ ذاته ويقدرها، ويغدو التجاوز لديه سهلًا، ولا توجد في حياته علاقة سامة ترهقه، أو شخص يخدش كيانه، وعلى الرغم من أننا غالبًا نكون في أعماق البؤس، وبرغم المآسي العديدة التي تقدر لنا، وربما لحظاتنا التي تؤلم قد تبقى تؤلمنا لسنوات من الآن، لكن هل سنخبر الناس أنها تؤلم لأننا سقطنا مرة، أو أننا سنخبرهم بأننا سقطنا، ولكن بالرغم من الألم سحبنا أنفسنا عن الأرض وثابرنا وتخطينا جميع الآلام، وتجاوزنا كل ما هو سيئ، لحظات نهضنا فيها بكل قوة ونحن محملون بالخيبات والأحزان.
أخيرًا لقد مضت تلك اللحظات كلها، فشكرا لها؛ لأنها شكلتني وجعلت مني شخصًا مختلفًا.
ابتسم.. فأنت ما زلت تتنفس...
@beshx59