وكانت الهيئة قد استدعت المواطنتين بعد نشرهما فيديو يتضمن إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحدى الدول، الأمر الذي يستوجب العقوبة حسبما تنص عليه ضوابط المحتوى الإعلامي ونظام الإعلام المرئي والمسموع الذي يؤكد على عدم التعرض إلى ما من شأنه الإساءة إلى علاقات المملكة بالدول العربية أو الإسلامية أو الصديقة.
والله لستُ شامتًا بأي معاقب، ولكني مع وضع الأنطمة حتى يكون لدى الجميع العلم بما يقول ويترتب عليه من مسؤوليات، بعض بل أغلب نشطاء المنصات التقنية لا يضعون لذلك اعتبارًا فيقعون في أخطاء هم في غِنى عنها، فالحديث أمام آلاف المشاهدين من مكونات مختلفة يجعل من الحديث مسؤولية كبيرة على كل حرف يقوله، بعضهم وللأسف الشديد لا يفرق بين الحديث في الديوانيات والاستراحات وبين الشبكات الافتراضية وفضائها الواسع، وبالتالي فإن احتمال الوقوع في الأخطاء والمساس بحقوق الآخرين أمر وارد، البعض ينشر معلومات غير صحيحة دون تثبت، والآخر يأخذ دورًا ليس له ولم يطلب منه كالنصائح الطبية وعلاجات الأعشاب ووصفات الأدوية وطرق الاستثمار، وبعضهم يتخذ دور جهات حكومية فيحذر من هذا، ويرغب في هذا، نعم أن تُحيل الأمور إلى مرجعها، وتؤكد على ما يصدر من القنوات الرسمية فهذا أمر رائع، ولكن أن تتخذ دورًا أنت أول الجاهلين بحساسيته وخفاياه فهذا أمر غير رائع أبدًا، وتأكد أنك تفتح نافذة يطل عليك آلاف البشر منها بمختلف مكوِّناتهم وعقلياتهم وطرق تفكيرهم، فهم قد لا يفكرون مثلك ولا يحملونك على ما تريد. وعليه فالنظام هو المفتاح للجميع، وما أجمل الأنظمة والقوانين حين تنص المادة رقم كذا الفقرة كذا.
ألقاكم الأسبوع المقبل، وأودِّعكم قائلًا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدًا) في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi