وأضاف: إنه يواصل إحراز تقدم تدريجي وبطيء، لكنه للأسف تقدم ملموس، وبالتالي يجب علينا أن نستمر في دعم الأوكرانيين عسكريا.
وتصف روسيا حربها التي بدأتها في 24 فبراير بأنها «عملية عسكرية خاصة» لنزع سلاح جارتها و«القضاء على النازية» فيها، بينما تقول أوكرانيا والغرب: إن هذه مجرد ذرائع كاذبة لشن حرب عدوانية.
وقال جونسون: إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الدعم العسكري، بما في ذلك منظومات إطلاق الصواريخ المتعددة، وإنه يتعين إنهاء الصراع.
ومضى قائلا: الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنتهي بها (الحرب) هي أن يصل بوتين إلى قناعة، بأنه تم القضاء على النازية في أوكرانيا، وأنه أصبح بإمكانه الانسحاب بشرف وكرامة، مضيفا أن هذا لا يعني أنه يدعم فرضية وجود نازيين في أوكرانيا التي تتذرع بها روسيا.
وقال: أعتقد أن لديه هامشا للمناورة السياسية لإسدال الستار على ما يجري.
أسرى «آزوف»
ومن جهة أخرى، يقول دينيس بوشيلين، رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية: بالنسبة إلى عدد الأسرى، إذا تحدثنا عن آخر مسلحي كتيبة «آزوف»، والتي استسلمت في «آزوفستال»، على وجه الدقة يوجد 2439 شخصا، وقبل ذلك، كان هناك نحو 3 آلاف شخص، وبذلك يكون إجمالي عدد الأسرى أكثر من 5 آلاف.
وصرح بوشيلين بأن المعلومات الأولية تشير إلى وجود مرتزقة أجانب بين النازيين الذين استسلموا بعد محاصرة القوات الروسية لهم في «آزوفستال» بماريوبول، منوها بأن 6 مسلحين قتلوا في المصنع أثناء محاولتهم تفجير مستودعات للذخيرة قبل الاستيلاء عليها.
وفي شأن المفاوضات بين البلدين التي تعثرت بعد عدة جلسات، اتهم الكرملين، أمس الجمعة، أوكرانيا بالتسبب في تجمد محادثات السلام بين البلدين، قائلا: إن ما تريده كييف غير واضح.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في اتصال مع صحفيين: القيادة الأوكرانية تدلي باستمرار بتصريحات متناقضة، وهذا لا يسمح لنا أن نستوعب بشكل كامل ما يريده الجانب الأوكراني.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إنه حاول مرارا ترتيب اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، لكن روسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات سلام جادة.
وأضاف زيلينسكي في كلمة لمركز أبحاث إندونيسي: «هناك أشياء يجب مناقشتها مع الزعيم الروسي، لا أقول لكم إن شعبنا يتوق لأن أتحدث إليه، لكن علينا أن نواجه حقائق ما نمر به».
وتابع بقوله: «ماذا نريد من هذا الاجتماع؟ نريد استعادة حياتنا، نريد استعادة حياة دولة ذات سيادة داخل أراضيها».
وجرت آخر مفاوضات سلام مباشرة معروفة بين الجانبين في 29 مارس، واستمرت الاتصالات عن بُعد لفترة، لكن كلا الجانبين يقول الآن: إنها توقفت.
مساعدات جديدة
وبالعودة إلى دعوة رئيس الوزراء البريطاني لمزيد من الدعم العسكري الإضافي لأوكرانيا، بما في ذلك أسلحة هجومية يمكن أن تضرب أهدافا من مسافة بعيدة للغاية، وذلك بعد مرور مائة يوم على اندلاع الحرب الروسية ضد أوكرانيا، تعلن الولايات المتحدة قريبا عن حزمة مساعدات جديدة لتشمل أنظمة صاروخية طويلة المدى وغيرها من الأسلحة المتقدمة، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
ومن ناحية ثانية، أعلن أولكسندر ستريوك، رئيس الإدارة العسكرية في سيفيرودونتسك بشرق أوكرانيا مقتل نحو 1500 شخص في المدينة منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال ستريوك، الجمعة: إن من بين القتلى جنودا ومدنيين.
وأضاف أن الكثير من الأشخاص قد فروا من المدينة، مشيرا إلى بقاء فقط ما نسبته نحو 10 % من إجمالي السكان، الذي كان يبلغ في السابق نحو 130 ألف نسمة.
وفي سياق متصل، أفاد حاكم إقليم لوجانسك سيرهي هايداي، بمقتل أربعة أشخاص، الخميس، جراء قصف روسي على المناطق السكنية بمدينة سيفيرودونتسك.
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء الحرب الروسية، تعد مدينة سيفيرودونتسك واحدة من آخر المناطق في إقليم لوجانسك التي لا يزال يسيطر عليها الجيش الأوكراني، حيث يدور قتال عنيف بينها والقوات الروسية المدعومة بالانفصاليين وذلك على مقربة من حدود المدينة.
ويخشى مراقبون إمكانية أن يتم إطباق الحصار على القوات الأوكرانية في مدينة سيفيرودونتسك من قبل القوات الروسية والانفصاليين.
من جهته، أعلن بترو أندريوشينكو، مستشار عمدة مدينة ماريوبول، أنه تم العثور على عشرات الجثث الأخرى لسكان من المدينة الساحلية الأوكرانية التي تستولي عليها الآن القوات الروسية.
وقال أندريوشينكو عبر تطبيق «تليجرام»: إن عمال الإنقاذ عثروا على إجمال 10 جثث في موقع مصنع سابق.
ركام ماريوبول
وخلال الأسابيع التي أعقبت اندلاع الحرب، أثارت الهجمات الروسية على مستشفى للولادة ومسرح كان يختبئ فيه المدنيون من الغارات الجوية، حالة من الذعر بين سكان ماريوبول.
ويقول مستشار عمدة مدينة ماريوبول: «إن تلك الجثث دفنت تحت الركام حينما قام المحتلون الروس -بحسب وصفه- بقصف المصنع»، ولم يتسنَ التأكد في بادئ الأمر بشكل مستقل من صحة هذه الادعاءات.
وفي وقت لاحق، فرضت القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها حصارا لأسابيع على مصنع آزوفستال (للصلب)، حيث كان يتحصن آخر المدافعين الأوكرانيين، ومنذ أكثر من أسبوع، استسلم أكثر من 2400 جندي وجندية أوكرانية.
ورجح بيان لوزارة الدفاع البريطانية، أمس: إن روسيا نقلت في الأيام الأخيرة دبابات (تي62-) التي تم تصنيعها قبل 50 عاما، إلى منطقة عمليات القوة الجنوبية.
وقالت الوزارة: «أمر شبه مؤكد أن دبابات (تي62-) ستكون معرضة بشكل خاص للأسلحة المضادة للدبابات ووجودها في ساحة المعركة يسلط الضوء على النقص الذي تعاني منه روسيا في المعدات الحديثة الجاهزة للقتال».
ويشير خبراء عسكريون بريطانيون إلى أن القوة الجنوبية الروسية ستظل على الأرجح مكلفة بإتمام مهمة احتلال الأراضي في جنوب أوكرانيا.
ونوهت الوزارة إلى تقدم للقوات البرية الروسية في إقليم دونباس، حيث تحاول تطويق مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، مضيفة أنه خلال هذه العملية، تم الاستيلاء على عدة قرى شمال غرب مدينة بوباسنا.
واختتمت الوزارة بيانها بالقول: إن روسيا تكثف هجومها للسيطرة على سيفيرودونتسك رغم احتفاظ أوكرانيا بقبضتها على جبهات متعددة في المدينة، وهو ما يحرم موسكو من السيطرة الكاملة على إقليم دونباس.
الأمن الغذائي
وعلى صعيد تسببت الحرب في أزمة أمن غذائي واسعة ضربت كثيرا من دول العالم، ذات الكثافة السكانية والفقيرة أيضا، قال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف: إن بلاده، أحد أكبر مصدري القمح في العالم، سيكون لديها 50 مليون طن حبوب متاحة للتصدير في موسم التسويق الجديد الممتد بين يوليو ويونيو ارتفاعا من ما يزيد على 37 مليون طن في الموسم الحالي.
وتتنافس روسيا مع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا لتزويد الشرق الأوسط وأفريقيا بالقمح.
وتواصل موسكو التصدير على الرغم من الصعوبات المتعلقة بالخدمات اللوجستية والمدفوعات الناجمة عن العقوبات الغربية عليها بسبب ما تسميه روسيا «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا.
وصرح الرئيس فلاديمير بوتين في مايو الجاري بأن روسيا تتوقع حصاد 130 مليون طن من الحبوب في 2022 منها 87 مليون طن قمح.
وقال باتروشيف خلال مؤتمر صحفي حول الحبوب الجمعة: قد يتجاوز محصول حبوب 2022 بفارق كبير مستوى العام الماضي ويصل إلى الحجم الذي ذكره الرئيس في كلمته ويقترب في الواقع من (الحد) الأقصى.
وأضاف: «إن روسيا صدرت أكثر من 35 مليون طن من الحبوب منها 28.5 مليون طن قمح هذا الموسم».
ولم يذكر تقديرا لصادرات الحبوب في الموسم الجديد.
وعلى الرغم من انسحاب شركات عالمية كبيرة من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا فإن شركات حبوب كبيرة منها «فيترا» ما زالت تعمل هناك.
ويستمر تصدير الحبوب وغيرها من السلع الأولية من روسيا في ظل نقص السفن بعدما أوقف الكثير من ملاك السفن الكبيرة التعامل مع السوق الروسية بعد فرض عقوبات غربية على موسكو.
وقال باتروشيف: إن وزارته تجري محادثات مع شركة «يونايتد شيب بيلدنج» الأمريكية بخصوص تشييد سفن لتصدير الحبوب لحل مشكلة نقص السفن.