DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«مسرح المدارس».. يدرب 40 معلما و200 طالب على مهارات «أبو الفنون»

إعداده استغرق قرابة العامين بتنظيم إثراء وتعليم الشرقية

«مسرح المدارس».. يدرب 40 معلما و200 طالب على مهارات «أبو الفنون»
أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية، برنامج «المسرح في المدارس» بنسخته الأولى، الذي اختتم الأسبوع الماضي عبر عرض 6 مسرحيات تم إعدادها والعمل عليها ضمن البرنامج التدريبي الذي استهدف 40 معلما ومعلمة و200 طالب وطالبة من المرحلة المتوسطة.
كما انطلق البرنامج الذي استمر العمل عليه قرابة العامين بالتعاون مع المعهد الوطني للفنون المسرحية من أستراليا، وأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وبدأ باختيار 40 معلما ومعلمة، ثم العمل على صناعة المحتوى، وتدريب المعلمين والمعلمات، ثم تدريب المعلمين والمعلمات للطلاب والطالبات، تلتها منافسات المدارس في المنطقة الشرقية والإعلان عن برنامج «المسرح في المدارس» وتتويج 5 جوائز عبر لجنة تحكيم مختصة، وهي: جائزة أفضل مسرحية، جائزة أفضل نص، جائزة أفضل ممثل/ ممثلة، جائزة أفضل مخرج، جائزة أفضل سينوغرافيا.
ويؤكد نجاح النسخة الأولى من البرنامج أهمية التعاون بين مركز «إثراء» وإدارة التعليم بالمنطقة، وذلك لنشر وبناء مفهوم الثقافة بشتى أنواعها، ويتطلع البرنامج في المرحلة المقبلة إلى اختيار 10 معلمين ومعلمات ممن اجتازوا النسخة الأولى من البرنامج، لنقل خبراتهم التراكمية في تدريس الدراما والمسرح داخل البيئة التعليمية إلى 800 معلم ومعلمة.
تطبيق عملي
وتحدث الفنان رضا آل إبراهيم الذي ألف وأخرج مسرحية «غيبوبة» بمشاركة 5 طلاب من متوسطة رحيمة برأس تنورة، وحصلت مسرحيتهم على جائزة أفضل مسرحية، وجائزة أفضل نص، وقال: تعلمنا من خلال هذه الدورة أساسيات المسرح والعمل المسرحي، وعقدنا عدة جلسات نقاشية حول مفاهيم المسرح وكتابة النصوص والسيناريو وغيره، وفي الجانب العملي مارسنا عمليا على خشبة المسرح عدة تمارين خاصة بالممثلين تساعدهم على التجانس والانسجام والتركيز والاستعداد الجسماني، واختتمنا ما تعلمناه بعمل مسرحي مصغر طبقنا فيه جزءا مما تعلمناه، كما أعددنا فريقا مسرحيا طلابيا ينفذ عملا مسرحيا مميزا ننافس به على مستوى المنطقة، ويزورنا فريق مختص في مدارسنا لتقييم وتقويم العمل بهدف تطويره، وتلافي القصور كونه تجربتنا المسرحية الحقيقية الأولى.
وحول إدخال المنهج المسرحي للمدارس، أوضح أنه في ظل رؤية المملكة 2030، لا بد أن يكون المسرح موجودا بقوة داخل كل مدرسة، فهو متنفس جميل للطلاب ليعبروا عن مشاعرهم ويطلقوا مواهبهم، كما أنه وسيلة ممتعة لبث الوعي والثقافة بين الطلاب بطريقة غير تقليدية.
انعكاسات إيجابية
وذكر سعدون النجعي الذي أخرج وأشرف على مسرحية «الدردور» الحاصلة على جائزة أفضل سينوغرافيا وأفضل مخرج، بمشاركة 13 طالبا بالتمثيل من متوسطة الزبير بن العوام بالخبر، أن البرنامج له انعكاسات إيجابية عديدة لصقل شخصية الطالب، وأن «إثراء» أولى اهتماما كبيرا بالمسرح المدرسي، وجعله ضمن مستهدفاتها بالتعاون مع تعليم الشرقية لبناء جيل يتمتع بالمهارات الفنية، والتي تعد جزءا لا يتجزأ من تكوين شخصية الطالب، كما هيأت أنواع الدعم المادي والمعنوي من باب اهتمامها بمختلف الفنون المسرحية من تمثيل وإلقاء فردي أو جماعي وغيرها من الفنون والمجالات الإبداعية.
وأكد أن المملكة حريصة ضمن رؤيتها على التعليم ومواكبة التطوير المستمر بما يخدم أبناء الوطن، وإدراج المسرح ضمن مناهج أبنائها لأهمية تاريخ المسرح عالميا، وما شهده العالم من حولنا من تغيرات متسارعة، ونحن نعيش في عالم متعدد الثقافات والوسائل العابرة للقارات، ما يلزمنا بالتفاعل دون تضخيم الذوات ولا التهوين من شأن أنفسنا ومواهب طلابنا وطالباتنا، وأضاف: المملكة أنجبت كما هائلا من الشعراء وسط تلك البيئة الأخاذة، فلمَ لا تنجب دراما هائلة تستفيد منها السينما والمسرح وما ينتج عنها من ثقافة وسياحة وترفيه؟
ووجه الشكر إلى مركز إثراء الذي يلبي رغبات الشباب ويشبع شغفهم وينمي مواهبهم ويصقلها ويشجعها على التطوير، ويوصلها إلى قمة الإبداع والتميز من خلال هذا البرنامج الذي ترك بصمة مهمة لخطوات مستقبلية قادمة تعد الأقوى والأحدث بالثقافة والمسرح.
لوحة استعراضية
وتحدثت مشرف النشاط أفنان قذان حول اللوحة الاستعراضية التي قدمتها طالبات المرحلة الابتدائية لمدارس الأوائل في برنامج المسرح في المدارس بعنوان «حلم» لتحاكي هذه اللوحة أحلام الطالبات المهنية وطموحاتهن في المستقبل، مشيرة إلى أن تجربة الوقوف على خشبة المسرح وأداء اللوحة الاستعراضية كانت تجربة فريدة من نوعها للطالبات، فكل منهن كانت تحمل في روحها الحماس والشغف لأداء دورها بالطريقة الصحيحة المتقنة، فعززت هذه المشاركة مواهب الطالبات ومهاراتهن ليكن ذوات أثر على الصعيد المهاري والاجتماعي، مؤكدة أن ذلك يأتي مواكبا لتطلعات إدارة التعليم في تعزيز دور المسرح المدرسي بين الطلبة وإكسابهم المهارات الفنية الأساسية، وتطوير القدرات المعرفية، وتعزيز الثقة التي تزيد من فرص التحدث أمام الجمهور، إذ يوجه المسرح طاقات الطلبة توجيها سليما تنتج عنه شخصية اجتماعية واعية، لتصبح رائدة في المستقبل متماشية مع رؤية المملكة ٢٠٣٠.
منهج مدرسي
وقال عضو لجنة التحكيم الكاتب المسرحي عباس الحايك: نعرف تماما أهمية المسرح لطلاب المدارس في قدرته على تعزيز شخصيات الطلاب وإخراج مكامن الإبداع لديهم، فهو المساحة المفترضة التي تعلمهم أبجديات الوقوف بثقة أمام الجمهور والتعبير عن ذواتهم دون خوف أو خجل، إضافة إلى قدرة المسرح على تعزيز القيم الأخلاقية والوطنية، وقدرته أيضا على تعزيز مفهوم العمل الجماعي، لذلك أرى أن هذه المبادرة النوعية هي في مكانها الصحيح، فالمسرح المدرسي مسرح تأسيسي، وما شاهدته كعضو لجنة تحكيم في المسابقة وكمشاهد أيضا، أنها حققت الغاية منها، فقد قدمت المسرحيات تجارب مهمة، وأفرزت إمكانات تمثيلية واضحة وتمكن وثقة وثبات على الخشبة، بالإضافة إلى ما قدمه المعلمون من جهد في تدريب الطلاب على الأداء وعلى الحضور على المسرح.
وأضاف أن كل المشاركين أبدعوا وتمكنوا بغض النظر عن نتائج المسابقة، وأن مجرد الوصول إلى المنافسات النهائية وعرض المسرحيات بحضور عدد من المسرحيين، يعد إنجازا، مشددا على أنه لكي نحقق كل أهداف المسرح المدرسي، فمن الأهمية أن يدرج منهج المسرح في المدارس، فالمسرح ليس مجرد فن عابر، بل هو فن قادر على تربية شخصية الطلاب وتأسيسهم لمجابهة الحياة.
متنفس للطلاب ليعبروا عن مشاعرهم ويطلقوا مواهبهم
البرنامج له انعكاسات إيجابية لصقل شخصية المشاركين
إعداد فريق ينفذ عملا ينافس على مستوى المنطقة