وكانت الأذرع الغربية في أوطاننا، تلاحق المسؤولين وتحذرهم بألا يخلطوا السياسة بالرياضة، وألا يرتكبوا أية محرمات للمبادئ الإنسانية التي تصدرها الدول الغربية، والمنظمات الدولية الغربية الهوى. وكان المسؤولون العرب حيارى يستبد بهم التيه، فهم لا يودون لقاء مع إسرائيل، ولا يودون أن يتعرضوا لوصمة الرجعية وتوبيخات الآلة الإعلامية الغربية. ويأملون أن يكونوا «متحضرين» مهذبين في الأعين الأوروبية الخضر.
ودار الزمن دورته، وحدث الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وبدأت عروض العُري في مرابع الليبراليا، فإذا بالغربيين أنفسهم هم أول البطاشين بالإنسانيات، المحطمين للمبادئ. وينتهكون علنًا وجهرًا كل المحرمات التي سنُّوها دستورًا. بل لم يستخدموا الرياضة في السياسة فقط، بل بطشوا بالثقافة والسينما والمسرح، وحتى الأعمال الروائية والكتب لمفكرين روس رحلوا منذ عشرات السنين، ردًا على سياسات الرئيس بوتين.
بمعنى أن النصائح التي يسديها الغربيون، والمبادئ التي روَّجوها في مؤتمرات الرفاهية والمقاهي والمنتديات، كانت تقية ونفاقًا، غير صالحة للتداول حينما تمس المصالح الغربية، ولتذهب الإنسانيات وتواصلات الشعوب وحرية التعبير إلى الجحيم.
وشخصيًّا أتعاطف مع الأوكرانيين الذين أصبحوا الآن ضحية لمخادعات الليبرالية الغربية ومبايعاتها. إذ بإمكان الغرب الانخراط مبكرًا في تسوية جدية مع موسكو تمنع غزو أوكرانيا وتدميرها.
* وتر
السنون عجاف، والباكيات الذاويات الجفون،
وثكالى الدهور يأملن بنهاية العذاب..
والهاربون الحفاة يلهتم خطاهم تعب المسافات
وتأكل أقدامهم حقول البارود..
وملايين قلوب تشوى في حروب النار
@malanzi3