إيران تخاف
وقال شاب أحوازي من مدينة عبادان، وهو معتقل سابق في مظاهرات 2019، إن الشعب الأحوازي يعاني من جميع أنواع الاضطهاد، إذ عايش الإعدامات والعنصرية والفقر، بينما أرضه غنية بالنفط، وقال: «إيران مجرد مصباح محترق من دون الأحواز».
وأوضح أنه منذ سبعة أيام انهار مبنى يسمى «متروبل» في عبادان بعشرة طوابق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 39 شخصًا وإصابة 40 آخرين، لكن النظام الإيراني لم يساعد في إزالة الركام الثقيل، بل حاول الأهالي المساعدة بأياد فارغة وبالمعاول والمغارف، ما جعل الشعب يخرج في مظاهرات واحتجاجات ضد النظام، وأكد: «هذا ليس احتجاجهم الأول والأخير! وسيكون احتجاجًا ناجحًا ومستمرًا بإذن الله».
احتجاجات مستمرة
وأوضح أن النظام الإيراني استقبل المظاهرات بالغاز المسيل للدموع، والبنادق والقوات المسلحة، ومحاولات شتى لقمع الشعب الذي يناضل من أجل حقوقه الأساسية.
وقال متظاهر آخر من أبناء الأحواز، إن الشعب بمجرد أن يلمح أي طريقة لتوصيل صوته ضد العنف والظلم فسوف يصرخ بكل ما أوتي من قوة، وأكد أن الاحتجاجات مستمرة تضامنًا مع أهالي عبادان، وأن الموت هو فقط ما سيوقفهم عن التظاهر ضد النظام الإرهابي.
وأوضح أن الاحتجاجات قوبلت بالرصاص الحي وسط شعارات وقصائد التضامن ضد الظلم، وقال: «قوات الاحتلال الإيراني تخاف من أي صوت لأنها على خطأ».
ويتواصل تضامن الأهالي في المدن الإيرانية مع سكان عبادان، إذ أضاء عدد من المواطنين في طهران، مساء السبت، شموعًا ووضعوا صورًا لضحايا «متروبول» إلى جانب صور ضحايا الطائرة الأوكرانية واحتجاجات 2019، ونُشرت صور لتجمع في مدينة ري بمحافظة طهران يظهر فيها عدد من الناس وهم يهتفون «الموت للديكتاتور».
المعارضة تتضامن
وتظاهرت الجالية الإيرانية في مدينة بروكسل دعمًا لاحتجاجات في عبادان وعموم إيران، وتجمّع العشرات من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تضامنًا مع الاحتجاجات.
ودعا المتظاهرون في بروكسل الحكومة البلجيكية وسلطات الاتحاد الأوروبي إلى دعم الاحتجاجات في إيران، حيث يحاول النظام الإيراني قمع الاحتجاجات.
كما يطالب الإيرانيون بمحاسبة النظام الإيراني على 43 عاما من الجرائم ضد الإنسانية.
ووصفت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، الاحتجاجات المتزايدة في إيران، بأنها مؤشر على الثورة المقبلة.
وكانت النساء يشاركن بأعداد كبيرة في هذه المسيرات الاحتجاجية، وتضمنت هتافاتهم: «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، «الموت للنظام المخادع» «رئيسي، استقيل».
إعدام سجناء
وتزامنًا مع موجة الاحتجاجات، ولمزيد من الإرهاب، أعدم القضاء الإيراني ما لا يقل عن 26 سجينا في مختلف المحافظات خلال الأيام العشرة الماضية، وتأتي هذه الزيادة في عدد الإعدامات في وقت تشهد فيه مناطق كثيرة من إيران احتجاجات شعبية.
وبالإضافة إلى استخدام الإعدام كعقوبة قاسية وغير إنسانية ولا رجعة فيها، فقد استخدمه النظام الإيراني دائمًا كأداة لترهيب وقمع المتظاهرين.
وفي الأثناء، أعربت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، التي قدمت إحصاءات عن عمليات الإعدام على مدى الأيام العشرة الماضية، عن قلقها إزاء زيادة عدد الإعدامات، وحذرت من «وجود صلة ذات دلالة بين تنفيذ أحكام الإعدام والأحداث السياسية».
وبحسب منظمة حقوق الإنسان، فإن عدد الإعدامات في إيران يتصاعد خلال الاحتجاجات الشعبية: «وهذا يدل على أن سلطات النظام الإيراني تستخدم عقوبة الإعدام لترهيب المجتمع».