ويشير التقرير ربع السنوي الخاص باستقصاء سوق سماعات أو خُوذ الرأس العاملة بتقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز، الصادر عن «آي دي سي»، إلى أن سوق سماعات الواقعين المعزز والافتراضي العالمية، ارتفعت بنسبة 92.1 % في العام 2021، مقارنة بالعام السابق، ليصل عدد الوحدات المشحونة حول العالم إلى 11.2 مليون وحدة.
وأعلن مارك زوكربيرج منذ وقت قريب، عن تفاصيل جديدة حول مشروع «ميتا» الجديد «كامبريا»، الذي يتألف من خوذة رأس مبتكرة للواقع الافتراضي.
الأكثر ارتباطًا
وأورد خبراء كاسبرسكي توقعاتهم للخطوات التالية في هذا المجال مسلّطين الضوء على المخاطر التي ينطوي عليها استخدامها، موضحين أنه يلزم لتحقيق «قفزة» عالية في تجربة الواقع الافتراضي، حدوث طفرة كبيرة في التقنية، تشبه ما يقدمه الفيلم «ريدي بلاير ون»، حيث لا يمكن تقريبًا تمييز العالم الافتراضي الذي ينقله هذا الفيلم عن العالم
الحقيقي، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خفض عتبة الدخول عن طريق جعل استخدام
السماعات والمساحات الافتراضية أكثر ارتباطًا وأسهل فهمًا وتكيّفًا.
مستويات الانسجام
كما أكدوا أهمية تحقيق مستويات أعلى من الانسجام، مضيفين: فمع أن السماعات الحالية تقدّم تمثيلًا مرئيًا للعالم الافتراضي، فإنها لا تنقل جميع الحواس من عالم الواقع إلى العالم الافتراضي.
وتابعوا: كما أن الاستخدام الطويل لهذه السماعات أو الخُوذ، قد يُشعر المستخدم بعدم الراحة وبأعراض دوار الحركة، كالصداع والغثيان والارتباك.
وقالت كاسبرسكي إن المطورين يبحثون عن طرق لنقل المزيد من الأحاسيس البشرية إلى الواقع الافتراضي، مستطردين: وقد تمكنت، مثلًا، مجموعة من الباحثين في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرج، مؤخرًا، من تعديل خوذة «أكيليس كويست 2 في آر» باستخدام مجموعة من محوّلات الطاقة فوق الصوتية، ما مكّن الخوذة من منح المستخدمين القدرة على محاكاة الاتصال بأفواههم.
الجودة الرسومية
وأشار الخبراء إلى أنه لتحقيق قفزة في عالم الواقع الافتراضي، يتطلب الأمر أيضًا جودة رسومية أفضل، إذ تبدو المشاريع الحالية في المساحة الافتراضية للميتافيرس أشبه بالرسوم المتحركة التي يمكن لأي مطوّر أو علامة تجارية تصميمها، وهي تتخلف كثيرًا عن الرسومات الحالية المستخدمة في ألعاب الفيديو الحديثة، كما تبدو مختلفة تمامًا عن أي تصوير في العالم الحقيقي.
وأضافوا: من جانب آخر، تتطلب الرسومات عالية الجودة قوة حوسبة أعلى، يمكن الحصول عليها بدمج أجهزة حاسوب قوية للغاية في خوذة الرأس، ولكن هذا يؤدي إلى تقصير عمر بطاريتها.
ورأى الخبراء في كاسبرسكي، أن من بين الأساب التي تحقق قفزة في عالم الواقع الافتراضي، الابتعاد عن الشعور بالأصالة، موضحين أن الاستخدام النشط لسماعات الواقع الافتراضي مؤخرًا، بدأ بالتزامن مع ازدهار الميتافيرس، لذلك، تُعتبر تقنية مثيرة للاهتمام ولعبة جديدة أكثر من كونها أداة للاستخدام المنتظم.
واستطردوا: ومثلما كان الحال مع الهواتف الذكية، من المرجح أن يتغيّر هذا الأمر حين تصبح هذه السماعات أكثر انتشارًا بين الجماهير.
الأمن الرقمي
وقال خبراء كاسبرسكي إن الضجة، حول الميتافيرس والواقع الافتراضي أيضًا، تثير مخاوف حول الأمن الرقمي والخصوصية، ولكن عندما نتجاوز الضجيج، يمكننا أن نرى أن المشكلات المتعلقة بهذه المجالات هي في الغالب نفسها المتعلقة بالتقنيات الأخرى، مؤكدين أنه تظلّ هناك أيضًا مشكلة إمكانية الاستيلاء على الحسابات، التي يمكن أن تؤدي إلى محاولات الاحتيال وانتحال الهوية.
واختتموا: ومثلما يمكن للمخربين الوصول إلى مراسلات المستخدمين الشخصية أو المؤسسية إذا تمكنوا من اختراق حسابات بريدهم الإلكتروني عن طريق التصيّد أو البرمجيات الخبيثة، فيمكنهم فعل الشيء نفسه مع البيانات الشخصية المخزنة على منصات الميتافيرس.