واكتشفنا في هذا المعرض حب السعوديين للكتاب الورقي والذي تمثل في آلاف الزوار الذين شرفت بهم أركانه، جاءوا من مختلف مدن المنطقة الشرقية، وأثبتوا أن هناك تعطشا لمثل هذه المعارض المتخصصة التي تغذي الروح وتنمي العقل، والتهافت على الورش المصاحبة الخاصة بالأطفال وازدحامها بالمرتادين، دليل واضح على أهمية مثل هذه الورش في تنمية حب الأطفال للقراءة وتحويل اهتماماتهم إلى أمور أكثر فائدة بدلا من انغماسهم في أجهزة الجولات والأجهزة الإلكترونية الأخرى.
ومن محاسن هذا المعرض وجود عدد من دور النشر التي أوضحت دورها في دعم الكتاب وتسهيل مهمة نشر كتبهم دون عناء كبير منهم، بل إن بعضهم يقوم بتجهيز كافة المتطلبات الخاصة بنشر الكتاب مما يجعل عملية النشر سهلة لمن أراد أن تكون له مطبوعة يتفاخر بها في المعارض القادمة، وجميل أن نرى في المنطقة الشرقية كُتابا مشاهير يتسابق قراؤهم للحضور لمنصات توقيعهم في هذا المعرض أملا في الحصول على تواقيعهم، وهي وإن كانت ظاهرة معروفة في معارض الكتب، إلا أنها كانت لافتة للانتباه في هذا المعرض حيث اصطف أكثر من ألف قارئ وقارئة من مختلف الأعمار في انتظار فرصة سانحة للجلوس مع أحد الكتاب للظفر بتوقيعه، ما دفع المنظمين إلى اختيار موقع آخر يتسع لهذا العدد الكبير من المتابعين.
هذا المعرض كان فعالية مميزة تستحق التكرار بشكل سنوي في منطقتنا الشرقية لتعيد الفعاليات والأحداث الكبرى بمنطقتنا ويعود الوهج لعاصمة الصناعة في مملكتنا الغالية، كما أنها أعادت إلينا الأمل في إحياء حب القراءة للناس مجددا.
@dhfeeri