وأوضح توران أن النظام الحاكم في طهران لا يهمه إذا انهارت المفاوضات أم استمرت، طالما أنه يستخدمها لكسب الوقت، رغم أنه يحاول إطالتها، واستثمر في هذه القضية بشكل كبير إستراتيجيا، خاصة أن هناك تقارير غربية تشير إلى أن النظام بات قاب قوسين أو أدنى من امتلاك القنبلة النووية.
وأشار توران إلى ما يجري الآن في شوارع المدن الإيرانية من انتفاضات شعبية عارمة ضد النظام، رفضا لكل سياساته، وبشكل خاص الدور الخطير للحرس الثوري الإيراني الذي يؤسس الميليشيات والجماعات الإرهابية، ويقدم لها مال الإيرانيين الذين أصبح معظمهم يعيش تحت خط الفقر، وشدد توران على أن النظام يخشى إبقاء العقوبات على هذه المنظمة الإجرامية، لأنها ذراعه القوية في الداخل والخارج.
توبيخ إيران
وفي السياق ذاته، وبحسب وكالة «رويترز»، أظهرت مسودة قرار أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تضغط من أجل أن يوبخ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران على عدم ردها على أسئلة طال انتظارها بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة.
وأرجأت القوى الغربية تقديم مسودة قرار إلى الاجتماعات الفصلية السابقة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة حول هذه المسألة على وجه التحديد، لأنها كانت تخاطر بإفساد تلك المحادثات التي لم تعقد منذ مارس/ آذار.
ومع ذلك، وصلت المسألة إلى الذروة بعد أن أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدول الأعضاء هذا الأسبوع، بأن إيران لم تقدم لها إجابات موثوقة بشأن الجسيمات التي عُثر عليها في 3 مواقع رئيسية قديمة، ولكن غير معلنة رغم اتفاق الجانبين في مارس على إحياء مناقشاتهما ومحاولة حل القضايا المفتوحة.
وتنص المسودة التي أُرسلت إلى أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واطلعت عليها «رويترز» أمس الأربعاء، على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، إيران إلى «العمل بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية والنظر فورا في عرض المدير العام (للوكالة) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة».
الوكالة الدولية
ويوم الإثنين 30 مايو الحالي، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تقترب الآن من تجاوز عقبة مهمة في إنتاج المادة التي تصل إلى درجة قريبة من صنع أسلحة نووية.
وقالت المنظمة، ومقرها فيينا، في تقرير الإثنين، إن الجمهورية الإسلامية قد قامت بتخصيب 43.1 كيلو جرام من اليورانيوم إلى مستوى نقاء نسبته 60%.
وذكر دبلوماسي رفيع المستوى يراقب البرنامج النووي الإيراني منذ فترة طويلة، أن نحو 50 كيلو جراما ستكون كافيا لصنع سلاح نووي في حال تخصيب المادة أعلى قليلا، أي إلى درجة نقاء 90%.
وكانت المقاومة الإيرانية أكدت مرارا أن خامنئي ربط مصيره ومصير نظامه بالمشروع النووي، وتلخصت أفعال وردود أفعال الدول الغربية حيال نظام الملالي في سلسلة من الخداع والاسترضاء، فبينما كان النظام يخفي عن طريق الاحتيال برنامجه النووي، حاول المجتمع الدولي بالمقابل وقف أو تحجيم المشروع النووي، من خلال منح التنازلات مهادنة للنظام، فيما استخدم النظام الاتفاق النووي لتنشيط وتوسيع برنامجه على مدى السنوات العشرين الماضية، ولم يعلن النظام نفسه عن مواقع أو أنشطة نووية سرية، ما لم تكشفها المقاومة أو مصادر أخرى مسبقا، لكن نظام الملالي الذي هو في أضعف حالة، لا يتخلى عن مشروع حيازة القنبلة الذرية.
وأكدت المقاومة أن الطريقة الوحيدة هي إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الستة، وتفكيك المواقع النووية للنظام والتخصيب كليا، وإجراء عمليات التفتيش في أي مكان وفي أي وقت.
يذكر أن المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني انطلقت من الأحواز منذ ما يزيد على أسبوع، ووصلت لعموم إيران، وسط مطالبات شعبية بإسقاط الحكومة وتنحي علي خامنئي عن سدة الحكم نهائيا، وتعاملت معها قوات الأمن والحرس الثوري وقوات الباسيج بقمع شديد للمحتجين واعتقالات واستهداف بالرصاص الحي.