وعندما سُئل عن الكيفية التي سترد بها روسيا إذا استخدمت أوكرانيا مثل هذه الصواريخ الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، قال بيسكوف: «دعونا لا نتحدث عن أسوأ السيناريوهات». ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على إمداد أوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة يمكنها توجيه ضربات دقيقة لأهداف بعيدة المدى في إطار حزمة أمريكية جديدة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر، والتي بدأت بدخول روسيا الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير.
صواريخ أمريكيةوقال مسؤولون أمريكيون كبار: إن واشنطن وافقت على تزويد أوكرانيا بالصواريخ القادرة على ضرب أهداف على بُعد 80 كيلومترا، بعد أن أعطت أوكرانيا «تأكيدات» بأنها لن تستخدم الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا نفسها.
وقال بيسكوف: إن موسكو لا تثق في مثل هذه التأكيدات، وزاد: إنها تقيم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن إطلاق صواريخ على الأراضي الروسية وتتخذ الإجراءات المناسبة، لكنها تنظر إلى خطوة واشنطن «بشكل سلبي للغاية».
وقال: إن مثل هذه الإمدادات لن تشجع القيادة الأوكرانية على استئناف محادثات السلام المتوقفة.
ويطالب المسؤولون الأوكرانيون الحلفاء بأنظمة صواريخ طويلة المدى يمكنها إطلاق وابل من الصواريخ على بُعد مئات الأميال، على أمل تحويل دفة الحرب.
وكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقال رأي في صحيفة «نيويورك تايمز»: «تحركنا بسرعة لإرسال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا حتى تتمكن من القتال في ساحة المعركة وتكون في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات».
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله ردًا على سؤال حول احتمال حدوث مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا: إن «أي استمرار لشحنات الأسلحة، وهي في زيادة، ترفع خطورة مثل هذا الأمر».
وأبلغ المتحدث باسم الكرملين الصحفيين، بأن العمل على وثيقة سلام مع أوكرانيا توقف منذ فترة طويلة ولم يُستأنف.
تقرير مستقبلوقال بيسكوف: إن الناس في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا مثل خيرسون وزابوريجيا ودونباس يجب أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم، وأن الكرملين لا يساوره أي شك في أنهم سيتخذون «القرار الأفضل».
وقالت أوكرانيا في وقت سابق: إن ضم روسيا لهذه المناطق سينهي محادثات السلام بين الجانبين. وفي السياق، اتهم مستشار رئاسي أوكراني ومفاوض في محادثات السلام الولايات المتحدة وأوروبا «بالخوف غير المنطقي» من روسيا، وذلك في مقابلة نشرتها وكالة (إنترفاكس أوكرانيا) للأنباء أمس الأربعاء.
وقال ميخايلو بودولياك المفاوض الرئيسي لأوكرانيا خلال المحادثات السابقة مع روسيا: إن النخب السياسية في الغرب «تريد العودة إلى فترة ما قبل الحرب ولا تريد حل المشكلات»، مضيفًا: «إن أولوياتها المالية تحظى بالأسبقية في صنع القرار».
في المقابل، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، أن على بلادها الاستعداد لدعم أوكرانيا على المدى الطويل.
وخلال مناقشة الميزانية في البرلمان، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، أمس: إن من الضروري في هذا الدعم أن يكون هناك «نفس طويل» وتقديم المزيد من شحنات الأسلحة.
وأشارت بيربوك إلى أن الرئيس الروسي غير إستراتيجيته، حيث صار يراهن الآن على تهجير الشعب في منطقة الدونباس، ومحو الحضارة هناك بدلًا من التعويل على تحقيق نصر عسكري سريع.دفاع ألمانيوأضافت بيربوك: «نحن ندافع عن الناس في أوكرانيا بقدر ما نستطيع»، وساقت مثالًا على ذلك بنظام الدفاع الجوي «إيريس- تي» الذي تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس في وقت سابق بتقديمه لأوكرانيا.
في الوقت نفسه، اعترفت بأن توريد مثل هذه التقنية الحديثة سيستغرق عدة شهور، وقالت بيربوك: إن هذا بالضبط هو السبب في إرسال إشارة تفيد بدعم أوكرانيا على المديَين المتوسط والطويل.
من جهة أخرى، قال رئيس إدارة مدينة «سيفيرودونيتسك» أمس: إن القوات الأوكرانية تسيطر على 20% فقط من المدينة الواقعة بشرق البلاد، لكن لا يزال هناك أمل في أن تتمكن من منع روسيا من السيطرة عليها بالكامل.
وفي مقابلة مع «رويترز» عبر الهاتف، أضاف أولكساندر ستريوك رئيس إدارة المدينة الأوكراني: إن القوات الروسية تسيطر على 60% من المدينة، في حين أصبح الباقي «أرضًا حرامًا».
وأحجم ستريوك عن الكشف عن موقعه.
وأججت الحرب أزمة غذاء عالمية برفع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة، وروسيا وأوكرانيا مسؤولتان معًا عن نحو ثلث إمدادات القمح العالمية، كما أن روسيا مورد رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مورد رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.
أزمة الغذاءوفي شأن ما تبع من الأزمة العالمية التي بدأت في 24 فبراير مع دخول الروس أراضي أوكرانيا، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الأربعاء: إنه متفائل بشأن تخفيف حدة أزمة الغذاء، لكنه حذر من أن التوصل إلى أي اتفاق بشأن السماح بمرور شحنات سلع، مثل الحبوب، ما زال بعيد المنال.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون في ستوكهولم: «أعتقد أن هناك تقدمًا لكننا لم نصل إلى حل بعد، هذه أمور معقدة وحقيقة تشابك كل الأمور تزيد من صعوبة المفاوضات».
ومع سيطرة روسيا أو إغلاقها فعليا لجميع موانئ أوكرانيا على البحر الأسود توقفت شحنات الحبوب من أوكرانيا منذ حرب روسيا، وتلقي موسكو اللوم على العقوبات الغربية في تعطيل صادرات الحبوب والأسمدة.
ويحاول غوتيريش، الذي زار موسكو وكييف في وقت سابق هذا العام، التوسط فيما وصفه بأنه اتفاق شامل لاستئناف صادرات الغذاء الأوكرانية، وصادرات الغذاء والأسمدة الروسية في إطار جهود الأمم المتحدة لتخفيف حدة الأزمة.
وقال غوتيريش: «كما قلت لمجلس الأمن، أنا متفائل، لكن ما زالت هناك طرق يتعيَّن السير فيها ونحن ملتزمون تمامًا بإنجاح هذا الأمر».
وقال الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق هذا الأسبوع: إن روسيا مستعدة لتسهيل صادرات القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، فضلًا عن شحنات الأسمدة الروسية إذا تم تخفيف العقوبات.
حسابات الروبلوعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية نقلًا عن مصادر لم تسمّها أن عشر شركات طيران روسية بينها أيروفلوت، وإس 7، وبوبيدا، فتحوا حسابات بالروبل من النوع «سي» لسداد ثمن تأجير الطائرات من شركات من «الدول غير الصديقة».
يشار إلى أن العقوبات الغربية تشمل حظرًا على إمداد شركات الطيران الروسية بالطائرات وقطع الغيار. وردًا على ذلك، أمرت السلطات الروسية بعدم إعادة الطائرات الأجنبية للمؤجرين الغربيين.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن الصحيفة الروسية، أن شركات الطيران يجب أن تدفع ثمن التأجير بالروبل بفتح حساب «سي» خاص بالروبل. ولا يمكن للشركات المؤجرة من «الدول غير الصديقة» سحب الأموال من تلك الحسابات، على الأقل ما دامت العقوبات سارية.
ولم تتلقَ الحسابات «سي» للمؤجرين من الدول غير الصديقة أي أموال بعد من شركات الطيران الروسية.
وفي سياق متصل، قال مصدران في أوبك+ لرويترز، أمس الأربعاء: إن اجتماعا فنيا للتكتل لم يناقش فكرة تعليق مشاركة روسيا في اتفاق إمدادات النفط.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلًا عن مندوبين في أوبك أن بعض أعضاء المنظمة يبحثون فكرة تعليق مشاركة روسيا في الاتفاق مع إضرار العقوبات الغربية بقدرتها على زيادة الإنتاج.
وقال ستة آخرون من مندوبي أوبك+ إن الفكرة ليست محل نقاش في المجموعة، ومن المقرر أن يجتمع وزراء دول أوبك+ اليوم الخميس لتحديد سياسة إنتاج النفط.