وفي دراسة أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية في المملكة العربية السعودية عن التسول الإلكتروني على منصة تويتر بلغت 5392 تغريدة لعام 2021 وأكد على أنها ظاهرة تشكل خطرًا على المجتمع.
لظاهرة البطالة دور جديد مرتبط بالثورة الصناعية الرابعة وبالمتسولين الإلكترونيين فالتغير في أنماط التفاعل داخل المجتمع مثل التكنولوجيا والعادات مما يؤدي إلى ظهور مشكلات كمشكلة التسول الرقمي، مما يقدم تمظهرات جديدة لدى المتسولين وعلينا أن نتصدى لمثل هذه المشكلات والظواهر المستحدثة والمتخفية تحت مسميات أخرى في المجتمع.
مما يتضح أن ظاهرة التسول الرقمي لقيت رواجًا واسعًا في المجتمع الافتراضي وفي الحياة اليومية لأنها تتسلل عبر العاطفة.
إذ نلحظ أن التسول الرقمي يتسلل لجذب عواطف الجماهير إزاء تحويل الأموال، مؤخرًا قبل عدة أسابيع/شهر شوال 1443هـ، حصل ما يسمى «ترند» اكتسح منصة «تيك توك Tik Tok» الشهيرة وشهدت ضجة لعمل أحد التحديات مع بعض الأشخاص لطلب أحمر شفاة من أحد المحلات وبشركة محددة امتلأت منصات التواصل الاجتماعي لهذا الحدث بصور متداولة ملتقطة للأفراد أمام ذلك المحل المكتظ بالبشرية، يسمى ذلك تسولا رقميا أيضًا وإن اختلفت المسميات وإن اختلف شكل النشاط والإستراتيجيات إلا أن مضمون النشاط واحد، حيث إن «ترند» التيك توك هو قائم على طلب المادة مستغلًا العاطفة بلا مقابل للطرف الآخر.
أيضًا على منصة التيك توك انتشرت عدة مقاطع فيديو لحالة المنازل المتهالكة، والتقاط صور أثناء بكاء الفتيات لعدم القدرة على شراء الملابس، وما يتداول من المنشورات بعنوان «لجلب السعادة حول بعض الأموال أو الملابس».
رصدت عدة عوامل مؤدية إلى التسول الرقمي ولكن ألقي نظرة أخرى بصرف النظر عن أن المتسولين يعتبرون التسول «مهنة» وهذه حقيقة سمعتها من أحد المتسولين في أحد مراكز التجميل النسائية، أو كإستراتيجية للبقاء وأتصور أن العامل الآخر هو الميراث الاجتماعي وتتفق نظرية العمل المعقول في شرحها للتسول كقرار يعتمد على وزن التكاليف ونشاط كسب العيش وتعتقد التفسيرات الاجتماعية للتسول لها صلة بالميراث الاجتماعي الذي يحدث في سياق التأثيرات الاجتماعية التي تمارس الضغوط لأداء سلوك معين حيث يضفي الأكبر سنًا شرعية على مشاركة الفرد في طلب المادة، وللحي وتاريخ الأسرة دور في تصرف الفرد وفقًا لهذا الإرث ويتبنى نمطا معينا من السلوك الاجتماعي مما يشكل الهوية الاجتماعية.
للمتسولين رموز مشتركة، وكلمات متداولة بكثرة مثل «أنا بحاجة» «لا أملك» فتجدهم كثرة عبر التغريدات في منصة تويتر تحت كل تغريدة حازت على مشاهدات عالية ومقاطع الفيديو المحبوكة التي تتسلل عبر العاطفة في منصة «التيك توك» بغض النظر عن الرموز لدى المتسولين التقليديين في مدينة مكة حين يخبئ المتسول يده خلف سترته أو أن يقطع رجله، والأماكن التي يترصد الجلوس عليها، وثيابه المتسخة.
للتسول الرقمي وظيفة سلبية لقدرتها على أن تخلق ظواهر ومشكلات جديدة كظاهرة الاستغلال العاطفي وأيضًا لها وظيفة إيجابية في إبراز قيم الشهامة والكرم في المجتمع السعودي لدى من يتعاطف مع المتسولين وهو يندرج تحت مسمى «الفزعة» كما يقول السعوديون أو كما يطلبها المتسول «افزعوا لي».
Twitter: @_nourahaiish