تحري الورعوأضاف أنه على المستفتي أن يتحرَّى في سؤاله المفتي التقي الورِع الثقة، وأن يُوَقِّره ويحترمه ويُجِلّه، ولا يسأل عن المسائل الشاذة، ولا يُلِحَّ في تطلّب الجواب، ولا يسأله في حال ضجره، أو هَمِّه، أو غير ذلك مما يشغل قلبه وفكره، وأن يحرص على الإيجاز والاختصار مع الوضوح والبيان، ويدعو للمفتي في حضوره وغيبته، ولا يواجهه بما يكره من الألحاظ أو الألفاظ.
التفقيه والتوعيةودعا إمام وخطيب المسجد الحرام، علماء الأمة للحفاظ على هُوية الأمة الإسلامية ووحدتها ووسطيتها واعتدالها، وتعاهدها بالتفقيه والتوعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتصدي للشبهات المضللة والدعوات المغرضة، وفوضى الإفتاء عبر الوسائل الحديثة، ومواقع التواصل المختلفة، وتقوية التواصل مع شباب الأمة لتعزيز نهج الوسطية بينهم، وتحذيرهم من التفرق والتحزب والمذهبية والطائفيةِ والتعصب، وتحقيق القدوة الصالحة لهم، والاجتماع على القضايا الكلية ومنظومة الأخلاق والقيم الكبرى، والتحلي بأدب الخلاف في مواضعه صونا لمصالح الأمة العليا، خاصة في زمن الانفتاح الإعلامي العالمي.مراحل الشباب وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ د. عبدالباري الثبيتي، إن مراحل الشباب هي أعز مراحل العمر التي تتسم بالحيوية والعزيمة، وهي مصنع النجاحات، والمؤمل أن صاحبها ينفض عن كاهله الكسل والخمول، وأن يكرس شبابه في طلب العلم والعمل المثمر.
تقلب الأحوالوأضاف: مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فإن ذلك إلى زوال، ودوام القوة محال، فهذه سنة الله في الكون، فمن الحكمة أن يعمل المرء لدار البقاء والخلود التي هي صفاء بلا كدر، ولذة بلا انقطاع، ونعيم لا يحول ولا يزول، فالضعف ثم النشوة ثم الضعف درس في تقلب الأحوال، فالكسر يجبر، والهم يزول، والقليل يكثر، والمرض ينتهي، والبلاء يرتفع، والدنيا تدور بأهلها صعودا ونزولا، والحكيم كل يوم هو في شأن.