يحتل التعليم باعتباره خيار الشعوب الحية لصناعة المستقبل الأهمية، التي يستحقها في سعي الدول والشعوب للمضي قدماً على سبل التطور والنجاح والانتقال بالمجتمعات إلى الحياة الأفضل، التي تظل هدفاً دائماً أمام الأمم التي تتطلع للوصول إليه، فإذا أدركته رسمت ما هو أسمى وأكثر تطوراً وتقدماً من الأهداف والطموحات، التي لا تتوقف أبداً في السعي لتحقيقها لأن أي توقف أو تباطؤ يعني الانقطاع واتساع الفجوة، الذي ينتج عنه تخلف عن مواكبة المستجدات، التي تتلاحق في كل المجالات، خاصة في مجالات العلوم والتقنية وتطبيقات هذه المستجدات، التي يظهر منها ما هو جديد في كل حين وما ينبغي الإلمام به وتحقيقه ونقله إلى الواقع وتوظيفه لصالح الإنسان وتحقيق رفاهيته وأمنه وسعادته.. لذلك فإن رؤية المملكة 2030 أعطت للتعليم ومؤسساته وتطويره وضرورة مواكبته لأي جديد واستفادته من التجارب والخبرات الناجحة عند الأمم شرقاً وغرباً الأهمية، التي يستحقها، وما الإجراءات والخطوات، التي نلمسها والسعي المتواصل من قبل وزارة التعليم للأخذ بكل ما هو جديد ونقل التجارب الناجحة عند الأمم المتقدمة والاستفادة منها في التطوير النوعي للتعليم بعد أن أصبح الانتشار العددي الكمي للمؤسسات التعليمية بكل مراحلها وتخصصاتها أمراً واقعاً والحمد لله بوجود مدرسة في كل حي، وجامعة في كل محافظة وكليات متخصصة في سائر العلوم والفنون والآداب، وجامعات وطنية تميزت حتى غدت مراكز للأبحاث يجري تصنيفها من بين المؤسسات العلمية، إضافة لحصولها على مراكز متقدمة عند تصنيف الجامعات ومراكز الأبحاث المتميزة في العالم وفق معايير التميز، التي تصنف على أساسها الجامعات يتضح ذلك من وجود أسماء الجامعات السعودية في مقدمة قوائم التصنيف المعتمدة عالمياً، إضافة إلى ما يحرزه طلبة التعليم العام وطالباته من مراكز متقدمة في أكثر من أولمبياد علمي، خاصة في المواد العلمية والتطبيقية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها.. إن الأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030، التي تحدث عنها وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ مؤخراً في افتتاح أعمال المنتدى الدولي للتعليم في الجلسة، التي عقدها المؤتمر تحت عنوان «التعليم من التحديات» ترسم واقعاً جلياً للأهداف الطموحة لرؤية المملكة 2030 في تعزيز نظام التعليم وإعداد أجيال المستقبل من الشباب ذوي المهارات العالية والمعرفة الواسعة، الذين يجسدون القيم والهوية الوطنية وتأهيل الطلبة ليكونوا مشاركين وناشطين في المجتمع العالمي وإعدادهم لوظائف المستقبل ودعمهم لتحقيق إمكانات رأس المال البشري الكامنة يجيء في مقدمات هذه الطموحات ليس من حيث إطلاق الشعارات فقط، بل وضع ذلك موضع التنفيذ الفعلي من خلال الإصلاحات الإستراتيجية، التي تعمل على تحسين نواتج التعلم ومخرجاته واستجابته لحاجات سوق العمل المستقبلية والآنية وما يرافق ذلك من تخطيط دقيق وقراراته مبنية على الأدلة ووضع معايير مرجعية لتحديد التحديات الرئيسة واستجابة السياسات.. كل ذلك يؤكد أن التعليم في المملكة كما استجاب للتحديات الكبرى، التي واجهها بكل نجاح خلال السنوات الماضية منذ التأسيس سوف يكون قادراً على مواجهة تحديات المستقبل بنجاحات جديدة تدعمه في ذلك قيادة مخلصة تحرص على تحقيق طموحات الوطن والمواطن وتجاوز التحديات لما هو أوسع وأرحب -بإذن الله-.
@Fahad_otaish