وأضافت الوزارة اليمنية: «بدأت المفوضية إحاطتها بتسمية ميليشيات الحوثي بأنصار الله، دون الإشارة إلى داعمتها إيران، ثم استرسلت في ذكر الانتهاكات التي تمت خلال الهدنة السابقة، والتي يعلمها جميع أبناء الشعب اليمني، ويعلم مَن يقوم بها ومَن يقف وراءها، وهو أيضا ما تعلمه المفوضية السامية والمنظمات الحقوقية الدولية وتدركه، لكون الجميع يعلم أن مَن يزرع الألغام في البر والبحر هي ميليشيات الحوثي الإجرامية، التي تجاوز عددها أكثر من مليوني لغم، كما يعلمون أيضا مَن يستخدم القنص والأسلحة الثقيلة لاستهداف المدنيين في المدن والأحياء السكنية، وفي مقدمتهم النساء والأطفال».
تجنيد الأطفالوأوضحت الوزارة أنه وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة بشكل وثيق على تنفيذ التزاماتها في إطار الخطة المشتركة مع الأمم المتحدة وتقارير الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، تؤكد التزام الحكومة بمنع تجنيد الأطفال، فيما تستمر ميليشيات الحوثي الإرهابية في تجنيد الأطفال بأعداد جاوزت ٤٠ ألف طفل خلال السنوات الماضية، واستمر العديد من هذه الانتهاكات وغيرها من قبل الميليشيات الحوثية خلال فترة الهدنة، حتى بلغ متوسط الانتهاكات التي قامت بها أكثر من (100) انتهاك خلال الأيام الماضية.
واستنكرت الوزارة هذا الأسلوب المضلل من قبل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، التي لو أنصفت وتحدثت بلغة حقوقية صادقة جادة وليس دبلوماسية وسياسية، لأوضحت للرأي العام الدولي كيف أن هذه الميليشيات قامت بكل هذه الانتهاكات التي كانت كافية لإفشال الهدنة، لولا حرص وصبر الحكومة والجيش الوطني، ودعم التحالف لإنجاح أي مبادرة تشكل خطوة إيجابية من السلام.
119 انتهاكا
وفي السياق، كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، عن ارتكاب الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا، 119 انتهاكا متعلقا بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بمحافظة تعز، خلال فترة الهدنة الأممية المعلنة لشهرين منذ 1 أبريل وحتى 31 مايو 2022.
وأوضحت الشبكة في تقرير لها عن خروقات الميليشيات الحوثية للهدنة الإنسانية في محافظة تعز، بأن الانتهاكات تنوعت بين قتل وإصابة واختطاف وتشريد وحرمان من التعليم ومنع وصول العلاج والغذاء والماء، نتيجة الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي على مداخل مدينة تعز، مشيرة إلى أن الميليشيات استخدمت القوة بشكل مفرط؛ حيث قصفت الأحياء السكنية، ومراكز تجارية وأسواقا عامة وحارات وطرق وشوارع المدينة بمدافع الهاوزر، وصواريخ الكاتيوشا، وقذائف الهاون، وقذائف الدبابات، وأعمال القنص، واستخدام الألغام في الطرقات المؤدية من وإلى المدينة، وفي الجبال والوديان، التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا المدنيين العزل خاصة الأطفال والنساء.
مقتل 22 مدنيا
ولفت التقرير إلى أن الفريق الميداني للشبكة وثق مقتل 22 مدنيا، وإصابة 34 آخرين، بينهم نساء وأطفال، مشيرا إلى أن من بين القتلى (3) نساء، و(2) أطفال، منها (2) حالة قتل برصاص قناصة ميليشيات الحوثي، و(15) حالة قتل نتيجة الألغام الأرضية، و(3) حالات قتل جراء القصف المتعمد للأحياء السكنية، و(2) حالة قتل نتيجة الطيران المسير التابع للميليشيات الحوثية.
وسجل الفريق الميداني للشبكة تورط ميليشيات الحوثي في اعتقال واختطاف (12) مدنيا، بينهم طاعنون في السن، وتضرر (17) منزلا لمواطنين، بين ضرر جزئي وكلي، جراء القصف المتعمد للأحياء السكنية التي تعرضت للقصف بشكل مستمر ومتعمد من قبل الميليشيات، ونزوح (34) أسرة من عدة مناطق في مدنية تعز، جراء الحصار والقصف المتعمد على الأحياء السكنية.
ويعيش الأطفال في محافظة تعز وضعا نفسيا صعبا نتيجة أعمال العنف المفرط، والقتل والجرائم المشهودة، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار ترتكبه الميليشيات الحوثية بشكل مستمر، وتواصل ميليشيات الحوثي استهداف المدنيين في تعز، دون مراعاة لحياتهم ولا للهدنة الأممية المعلنة التي تهدف إلى حماية المدنيين.
كما يعاني أبناء محافظة تعز من نقص حاد في الغذاء بسبب حصار الميليشيات الحوثية للطرق المؤدية إلى المدينة، ما يضطر المدنيين إلى سلك طرق بديلة بعيدة وغير معبدة، ما يضاعف من معاناتهم الإنسانية والمادية، ويسبب الكثير من الحوادث والإصابات، ولا تزال الميليشيا الحوثية تمنع تزويد مدينة تعز بالمياه، وتستخدم هذ الأمر عقابا جماعيا للمدنيين، وتحول مدينة تعز إلى منطقة موبوءة بالألغام الأرضية.