كنت مع بعض الأصدقاء في جلسة سمر حول المدارس والمعلمين والمعلمات، ومما لاحظته أن هناك شبه إجماع على التقليص من هيبة المعلمين بدون قصد إنما مجاراة للحديث العام في أوساط الناس والذي يؤكد على أن هؤلاء يجب ألا يتحدثوا مع الطلبة بنبرة صوت مرتفعة أو اللمز عليهم بالكلام أو عدم الرد عليهم خلاف أن أي تصرف من قبل المعلمين تجاه الطلبة ولو كان بسيطا يعتبر إهانة تستحق الشكوى والرفع للمدرسة أو إدارة التعليم، للأسف نظرة الناس حاليا تسير في هذا الاتجاه غير الصحي مطلقا ولا يصب في صالح العملية التعليمية.. نحن عندما نتعامل مع أبنائنا لا نستطيع التحكم بهم إلا بالشدة والقوة ولو تهاون الوالدان أو تراخيا فإن هناك خللا مؤكدا في التربية مستقبلا، كذلك العملية التعليمية لا تختلف عن هذا المضمون لأن الطالب عندما يشعر أن المعلم مقيد بالأنظمة الصارمة التي تحد من تحركاته وتصرفاته سيتلاعب وبالتالي لن يستطيع المعلمون إيصال المعلومة بالشكل المطلوب ولن يتمكنوا من فرض سلطاتهم على الطلبة المشاغبين.
لو كنت معلما لن يكون بمقدوري التعامل مع الطلبة في ظل هذه القيود وشكاوى أولياء الأمور التي تلاحقني أينما ذهبت، والنتيجة سأتساهل مع الطلبة وأعطيهم ما يريدون في مقابل تدني مستوى التعليم.
الدكتور/ة الجامعي يحظى بهيبة كبيرة وسلطة واسعة لدرجة أن إدارة الجامعة لا تتدخل في عمله إلا على استحياء خوفا وهيبة منه، أتمنى أن تصل هيبة معلمي ومعلمات التعليم العام إلى نصف ذلك لأنهم هم الأساس، لا أن نقف لهم في كل شاردة وواردة.
أسمع من الأصدقاء والناس في المجالس قصصا غريبة وكأن المعلم عدو لدود يجب الوقوف له بالمرصاد، وعندما تذهب للتحدث معه (عطه العين الحمراء) حتى لا يتطاول على ابنك في المدرسة.. ما هكذا تورد الإبل يا أولياء الأمور.
يوجد معلمون سيئون (وهم قلة ولله الحمد) وهؤلاء إذا تجاوزوا الحد مع ابنك تستطيع أخذ حقك بالنظام ولا يلومك أحد.
العقاب والقسوة مطلوبة بحدود في حق الطلبة والطالبات حتى تسير الأمور بشكل صحيح. كان الله في عونكم يا معلمينا الأعزاء.
@almarshad_1