تناولت أولى ندوات مهرجان أفلام السعودية في دورته الثامنة «الرواية السعودية في السينما»، والتي جاءت في 4 محاور، هي: سمات الرواية المؤهلة للمعالجة السينمائية، والأدوات الفنية المطلوبة لتحويل الرواية إلى عمل سينمائي، وعن التوقيت إن كان مناسبا لخوض هذه التجربة، مع استعراض تجارب الضيوف بهذه التجربة، واستضافت الندوة المخرجة والباحثة د. سيناء الشامخي، والكاتب عبدالله ثابت، والكاتبة هناء حجازي، وأدارها الكاتب سعد الدوسري.
وبدأ ثابت الحديث قائلا إن السينما ترفع يد القارئ من كونها اليد العليا للنص، فهي من تتحكم فيه وفي وقت قراءته، بالإضافة إلى أن القراءة تولد خيالا خاصا، ومن خلاله يلج القارئ إلى فهم الشخصيات والأحداث والمكان والزمان، أما السينما فهي عالم بصري له أدواته، وعند نقل الرواية إلى الشاشة تتحول إلى عمل تقني صرف، وهذا ما يفسر كيف أن هناك العديد من الأعمال الأدبية الرديئة نجحت عند نقلها إلى السينما، منوها بأن المعيار في السينما ليس جودة لغة النص، ولكن التقنية التي تجعل من هذه اللغة المكتوبة صورة بديعة تأسر المشاهد.وذكرت الشامخي في ورقة حملت عنوان «الرواية والاقتباس»، أن الفوارق بين الأدب والسينما تتجلى عبر ضرورة اقتباس الأثر الأدبي وتحويله ليكون ملائما للغة السينما، واصفة تلك العلاقة أنها عملية معقدة ومتعددة المستويات والمراحل، فيما أكدت حجازي أن الإنتاج الأدبي السعودي زاخر وفيه حكايات وقصص مهمة، وأن هذا الرصيد العالي بحاجة إلى رؤية مخرج متمكن وكاتب سيناريو بارع، مشيدة بخطوة المخرجة هناء العمير في العمل على رواية «غواصو الأحقاف» للروائية أمل الفاران، وأشارت إلى أن هذه بداية مهمة، كون البدايات بحاجة إلى الفشل والإخفاق حتى تنجح وتتعلم من أخطائها.