وقال وزير الدفاع البريطاني بين والاس: إن بلاده سوف ترسل عددًا غير محدود من قاذفات إم 270، والتي يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه يصل مداها إلى 80 كيلو مترا - وهو مدى أطول من أي تقنية صاروخية تستخدم حاليًّا في الحرب، وفقًا لوكالة «بي إيه ميديا» البريطانية.
وتابع والاس في بيان أصدرته وزارة الدفاع البريطانية «إن المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا في هذا القتال وتأخذ دور المبادرة في إمداد قواتها البطولية بالأسلحة الحيوية التي تحتاجها للدفاع عن بلادها من الغزو غير المبرر».
وأضاف: «إذا استمر المجتمع الدولي في دعمه فأنا أؤمن بأن أوكرانيا يمكنها الانتصار».
وقالت وزارة الدفاع البريطانية: إن قرار إرسال القاذفات اتخذ بتنسيق وثيق مع حكومة الولايات المتحدة.
يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد توعد بضرب أهداف جديدة بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل صواريخ إلى أوكرانيا.
وأمس، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الصحفيين «كلما زاد مدى الأنظمة التي سيتم تسليمها، سنبعد بصورة أكبر النازيين عن ذلك الخط الذي قد تأتي منه التهديدات للناطقين بالروسية وروسيا الاتحادية».
ومنذ بدء الغزو، قالت روسيا: إنها تهدف إلى تطهير أوكرانيا من النازيين، وهو ما ترفضه كييف والغرب باعتباره ذريعة لا أساس لها لشن حرب.
سيطرة الروس
وفي منحى قريب، نشر رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف فيديوهات جديدة، تؤكد سيطرة القوات الروسية على كامل المنطقة السكنية في بلدة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في لوجانسك شرق أوكرانيا.
وقال قديروف في تعليقه على الفيديو الذي نشره: «لقد أكدت مرارًا وتكرارًا من خلال الفيديوهات حقيقة الاستيلاء على المنطقة السكنية بأكملها من مدينة سيفيرودونيتسك».
وأضاف: «لكن النازيين يواصلون بعناد خداع الأوكرانيين والمجتمع الدولي، ويقولون إن سيفيرودونتسك تحت سيطرة القوات الأوكرانية».
وتظهر اللقطات كيف يتنقل مساعد قديروف أبتي علاء الدينوف في جميع أنحاء المدينة بالسيارة بما في ذلك على طول الشارع الرئيسي، كما يظهر مبنى إدارة أمن الدولة هناك.
وقال حاكم منطقة لوجانسك، سيرهي هايداي: إن وضع القوات الحكومية الأوكرانية في مدينة سيفيرودونيتسك المحاصرة يتدهور، حيث وصف الوضع بـ «النشط».
وأضاف إنه بعد استعادة نصف المدينة، اضطرت القوات الحكومية الأوكرانية للتراجع إلى المنطقة الصناعية.
وأوضح للتليفزيون الأوكراني في وصفه لكيفية تنفيذ القوات الروسية لحملتها «هم يستخدمون أسلوب القضاء على كل شيء وتسويته بالأرض، حتى لا يتبقى أي شيء من أجل ترسيخ وضعهم».
من جهة اخرى، وصف وزير الخارجية الروسي قرار عدد من دول الناتو بمنع طائرته من المرور عبر أجوائها إلى صربيا، بأنه غير معقول.
وخلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو، أمس الإثنين، علَّق لافروف على «القرارات غير المسبوقة التي اتخذها بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي والتي حالت دون زيارته إلى صربيا» بالقول: «حدث ما لا يمكن تصوره»، واعتبر ذلك عملا «مثيرًا للاستياء».
وأضاف: «إن الغرب يرسل إشارة واضحة لموسكو بأنه لن يتورع عن أي وسيلة من أجل مواصلة الضغط على روسيا»، مشددًا على أن «محركي الدمى في بروكسل» لم يرغبوا في إعطاء روسيا منبرًا في بلغراد للتعبير عن موقفها من عدد من القضايا الإقليمية.
ولفت لافروف إلى أن الناتو يحتاج إلى دول مثل الجبل الأسود ومقدونيا الشمالية لتوسيع موطئ القدم المناهض لروسيا في أوروبا.
وشدد لافروف على أن تصرفات الغرب تهدف إلى حرمان صربيا من إمكانية اختيار شركاء لها، ومنعها من ممارسة سياسة خارجية سيادية، ووصف هذا الموقف الغربي بأنه ضرب من الوقاحة. على حد تعبيره.
إغلاق سفارة
وفي وقت سابق، أمس، قال رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش: إن السفير الروسي في بلغراد أبلغه بتأجيل زيارة لافروف، التي كانت مقررة إلى العاصمة الصربية، يومي الإثنين والثلاثاء، وذلك بعد أن رفضت بلغاريا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود السماح لطائرة الوزير الروسي بالمرور عبر أجوائها.
وعلى صعيد منفصل، قال السفير الأمريكي لدى موسكو، أمس الإثنين: إنه لا ينبغي أن تغلق روسيا سفارة واشنطن رغم الأزمة التي تسببت فيها الحرب في أوكرانيا لأن أكبر قوتين نوويتين في العالم يجب أن تواصلا التحدث معًا.
في المقابل، قال الكرملين، أمس الإثنين: إنه مهتم بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول الأسلحة النووية لكن من المستبعد إجراء مفاوضات بشأنها في الوقت الحالي.
وصوّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا على أنه نقطة تحول في تاريخ روسيا وثورة على هيمنة الولايات المتحدة والتي قال عنها: إنها أهانت روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي في 1991.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: «نحن مهتمون ونعتقد أن المفاوضات والمناقشات المستمرة (مطلوبة) بشأن هذا الموضوع، أخذًا في الاعتبار التحولات الكبرى التي نشهدها، يحتاج العالم بأسره إلى هذا النوع من المحادثات».
وفي محاولة واضحة لبعث رسالة للكرملين، قال السفير جون جيه. سوليفان، الذي عيَّنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لوكالة «تاس» للأنباء: إن واشنطن وموسكو عليهما ببساطة عدم قطع العلاقات الدبلوماسية.
وأضاف سوليفان: «علينا أن نحافظ على القدرة على التحدث مع بعضنا البعض»، وحذر من مغبة إزالة أعمال «ليو تولستوي» من أرفف الكتب الغربية، أو رفض عزف موسيقى «تشايكوفسكي».
وقال سوليفان: «السبب الوحيد الذي يخطر على بالي وقد يدفع الولايات المتحدة دفعًا ويجبرها على إغلاق سفارتها في روسيا هو أن يصبح الوضع غير آمن لاستمرار العمل».
بعد توقف توريد الغاز الروسي للدنمارك وشركة «شل»، يتوقع رئيس الوكالة الألمانية الاتحادية للشبكات، كلاوس مولر، زيادات أخرى في أسعار الغاز.
وقال مولر في تصريحات لصحيفة «تاجس شبيجل» الألمانية المقرر صدورها، اليوم الثلاثاء: «من المرجح أن ينخفض تباعًا الغاز الذي يتم تداوله بحرية في أوروبا».
تراجع إمداد
وتراجعت تدفقات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا عبر خط أنابيب «نورد ستريم» مطلع الأسبوع، ومن المتوقع أن تظل عند مستويات أقل من المعتاد.
وحذر رئيس الوكالة الألمانية قائلًا: «إذا تم إغلاق الصمام أكثر، حتى ولو بخطوات صغيرة، فإن الغاز سيصبح أكثر تكلفة».
ولا يخشى مولر حاليًّا أن تقوم روسيا أيضًا بقطع إمدادات الغاز عن ألمانيا، وقال كلاوس مولر: «تدفقات الغاز مستقرة حاليا»، موضحا أنه لا يمكن الآن تقديم توقعات جادة، مشيرًا إلى أن وكالته لا يمكنها التصرف حاليا إلا بمقتضيات الوضع الراهن، وقال: «لا أجرؤ على تقديم أي تنبؤات تتجاوز الـ24 ساعة القادمة».
ووفقًا لبيانات نقلتها وكالة «بلومبرغ» للأنباء فإن التدفقات عبر «نورد ستريم» لألمانيا كانت عند نحو 68 جيجاوات في الساعة عند السابعة من صباح أمس بالتوقيت المحلي.
أما خط «يامال-أوروبا»، فيتواصل ضخ الغاز فيه باتجاه الشرق، من ألمانيا إلى بولندا، وهو عكس اتجاه الضخ الطبيعي.
وفيما يتعلق بالغاز المار عبر أوكرانيا، استقبلت الشبكة الأوكرانية أمس 40 مليون متر مكعب من الغاز الروسي، عبر نقطة عبور سودجا، ولن يتم ضخ غاز عبر نقطة عبور سوخرانوفكا.
في غضون هذا، أفاد تقرير إخباري باعتزام الحكومة الروسية السماح للسفن التي تحمل إمدادات حبوب بالمغادرة من ميناء أوديسا الأوكراني، الأمر الذي يعني تخفيف حصارٍ أثار مخاوف من حدوث نقص واسع لإمدادات الأغذية حول العالم.
ونقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن دوائر حكومية القول: إن القيادة الروسية اتفقت مع كييف وأنقرة على خطة لخروج شحنات الحبوب من ميناء أوديسا الخاضع لحصار.
وأشار التقرير إلى اضطلاع القوات المسلحة التركية بدور في نزع الألغام ومرافقة السفن للمياه المحايدة.
وبعد ذلك، سترافق سفن حربية روسية سفن شحن الحبوب لمضيق البوسفور.
تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا واحدة من أكبر مصدّري الحبوب حول العالم، وتسبب انهيار صادراتها في أعقاب الغزو في تداعيات قوية على الدول الأفريقية.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أنقرة غدًا الأربعاء لإجراء محادثات بهذا الشأن، وذكرت الصحيفة أنه سيتم، بعد المحادثات، الإعلان رسميًّا عن خطة السماح بإخراج الحبوب من أوديسا.