الغريب أن ثلاثة أرباع القلقين لديهم قلق كامن أي لا يفعلون شيئًا فقط قلق دون أي رد فعل، البعض يقلق، وبالتالي هذا القلق يكون دافعًا له للتحرك هنا أجد أن هؤلاء أقل سوءًا من الصنف الأول، المشكلة فيمن يشغله باله ولا يفعل شيئًا، فلا هو تحرك وتصرف، ولا هو سلم من القلق وارتاح.
ما أجمل عيش الأطفال وشقاوتهم في لحظاتهم، لا يهمهم سياسة ولا ارتفاع الأسعار، ولا مَن فاز بالدوري، وحتى لو أهمَّهم شيء من ذلك سرعان ما يزول بمجرد لعبة أو شيء مضحك كمقطع رسوم متحركة كرتونية، لنأخذ من الأطفال ما يمكن أخذه، وحتى لو كان مؤقتًا فلا ندري ما الأسباب التي يسخِّرها الله لنا لنسعد ونفرح. كل هذا كوم والأهم هو حسن الظن بالله، وحسن تدبيره ورحمته بعباده وخلقه أكثر من أمهاتهم، والرسول "عليه الصلاة والسلام" كان دائمًا متفائلًا مُحسنًا بالله الظن، ويعلم أن كل ما يحدث من أمر المؤمن خير، إما الآن أو لاحقًا، وذلك كفيل تمامًا بالراحة وانتزاع القلق الذي يدمر كل لحظاتك مهما كان جمالها وحلاوة طعمها.
الحياة مرَّة واحدة، عِشها بكل ما أوتيت من قوة، واعلم أن كل مشكلة ستنتهي، وكل أمر أحزنك مقابله أمر يسعدك، وهكذا الحياة، ولكن فكِّر فيما لديك، واسعد به، فقد حُرم منه غيرك، وكن طفلًا شقيًّا لا يشقى بلحظته.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، بإذن الله أودِّعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi