نختلف مع مواقفه ضد البعض، أم نتفق، فكلها مشاعر يحكمها الميول والتعصب، ولكن ومن نظرة مرتفعة للمشهد، تجد حتى المختلفين معه يصفونه بالمكسب، الذي في بقائه روح من بقايا إثارة يحق لنا وصفها بالبريئة، حين نقارنها بأصوات خرجت عن نص الرياضة، وجنحت بفكر النشء بعيداً عن مفهوم الرياضة السامي، يثيرك دون أن يكذب، وحين يسقط -لا سمح الله- فهو تحت قانون لم يفتأ بمعاقبة من تزل به خطوته من رئيس أو إداري أو حتى لاعب ومدرب، بعكس إثارة انفتحت الآن على مصراعيها خارج الملعب، تجاوزت حدود الإثارة حتى اشمأزت النفوس منها.
نعود لأبي عمر وهو يغازل الأهلي بدعواته وأمانيه أن لا يهبط هذا الكيان للدرجة التي لا تليق بتاريخه، مما يمنح المتلقي العاقل أبهى معاني السمو والفضيلة في معاني الرياضة التي وإن كانت السماء حدوداً لإثارتها إلا أنها تتجنب ملاطفة الغيوم السوداء بقسوة، حتى لا تمطر رصاصات رحمة تقتل فينا ما بقي من شغف الأناقة والرقي.
مهما تكن دوافع البلطان حول ذلك التصريح البارد الذي ألهب الصيف حرارةً أكثر مما هو عليه، إلا أنه كان ملتزماً فيه بأعراف الكبار حين يتحدثون، وعادات النبلاء حين ينتصرون، أما لو أسقط على فريق لم يسقط بعد، فلربما سقط وبقي الأهلي، لكن الذكاء الرياضي أولاً والإعلامي ثانياً جعله يحسن صنعة الكلام، حتى وإن كان ينوي بفعلته أن يستدرج القلعة، ليدك حصونها المنيعة بأنيابه.
أخيراً، على من كتب الزمن اسمه بقلم الإعلام، وما زال فكره بمرسام الرياضة، أن يتعلم فنون الإثارة من هذه النماذج قبل أن ترحل.
توقيعي:
عندما يبدو لك المتواضع يوماً أنه يلتحف بثوب الغرور، فاعلم أنك قسوت عليه.. فارحم.