زيادة النتحوأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة عائق أمام زراعة عديد المحاصيل التي تحتاج لدرجات حرارة منخفضة، ولمدة معينة، حتى تصل إلى الإنتاج، وأن الحرارة المرتفعة تتسبب في زيادة «النتح»، أي فقد المياه لدى النبات، وبالتالي تتأثر الثمار بالجفاف، وتصاب باللسعات في أجزاء منها، خاصة الأوراق.
المحاصيل المحملةوتابع: للحد من آثار ارتفاع درجات الحرارة، لا بد من اختيار النباتات الملائمة، وتوزيع فترات الري، وزراعة المحاصيل المحملة، أي زراعة محاصيل تحت أخرى، مثلما يطبق في واحة الأحساء، وتغطية الشتلات بعد الزراعة، وتجنب التسميد البلدي أو العضوي صيفا.
بواكير الرطب من ناحيته، قال شيخ تجار تمور الأحساء عبدالحميد الحليبي: إن الشهر الجاري يشهد تحول لون بواكير الرطب من الأخضر إلى الأصفر أو الأحمر، وفي هذه المرحلة تسمى قدح اللونة، موضحا أن درجة الحرارة مرتفعة بوضعها الطبيعي، وهي غير مؤثرة على الثمار.
وأوضح أنه في حال استمرار الحرارة على ما هي عليه، لن يكون لها أي تأثير على الثمار، بل قد تكون ثمار هذه السنة ذات جودة عالية، ومن الطبيعي أن ثمار النخيل تحتاج إلى درجة حرارة لا تقل عن 40 درجة حتى تنضج.أضرار جسيمة وأكد الخبير الزراعي عبدالرحمن المريحل، أن التغيرات المناخية لها أضرار جسيمة على المحاصيل الزراعية، ومنها ارتفاع الإصابات الفطرية والحشرية، وهو ما يمثل ضررا اقتصاديا على المزارع، مضيفا: على المزارع أن يحرص على اختيار ما يناسب مناخ المنطقة من بذور ومزروعات تقاوم الحرارة الشديدة والظروف القاسية، والزراعة في التوقيت المناسب، والانتظام في عمليتي الري والتسميد.طرق الريوأكمل أن من طرق الوقاية الري بعد الساعة السادسة مساء، والفترة الصباحية حتى الثامنة، لما لها من منفعة كبيرة للنبات، وزيادة الري حسب نوع التربة وعمر النبات، على أن يكون الري بالتنقيط، وتجنب الري بالغمر، وتزويد النبات بالأسمدة والمحسنات، وتجنب استخدام المبيدات الفطرية والحشرية.
البيوت المكيفةمن جهته، أكد الباحث الزراعي وليد الدويرج، أنه لحماية المزروعات من الظروف المناخية الصعبة، يمكن استخدام البيوت المكيفة، أو استخدام الأنفاق الزراعية باستخدام الشاش الزراعي؛ لتخفيف شدة الحرارة، بالإضافة إلى وضع بعض العناصر المحسنة لخواص التربة؛ لمساعدة النبات على تحمل الإجهاد الحراري.
خلل فسيولوجي وتابع أن المحاصيل تتأثر بالارتفاع المفاجئ لدرجات الحرارة، وينتج عن ذلك خلل فسيولوجي في المسامات والخلايا والهرمونات الناقلة للغذاء من الطاقة المخزنة في النبات، والمكتسبة من الشمس في عملية البناء الضوئي، وهي امتصاص النبات لضوء الشمس وتحويله في عملية كيميائية إلى سكريات، وهي الطاقة المسؤولة عن نضج الثمار.
وأكمل: كثير من منتجات الفواكه الأحسائية أصبح غير موجود بالأسواق كما كان سابقا، كالرمان والخوخ والمشمش؛ لارتفاع درجة الحرارة المثالية لنمو ثماره، فالتغيرات المناخية غير المسبوقة تسبب أضرارا على الغطاء النباتي.
آفات حشريةوقال المهتم بالشأن الزراعي جعفر الجبران: إن بعض المحاصيل يحتاج الري لمرتين في اليوم للترطيب والتبخير، والحرارة تسبب أمراضا للمزروعات، مؤكدا أن ارتفاع الحرارة يهيئ بيئة جيدة للعناكب وبعض الآفات الحشرية المؤثرة على الزراعة.