(اليوم) التقت مجموعة من صناع الأفلام والمتخصصين، وتحدثوا حول هذه الدورة الاستثنائية، وتطلعاتهم في الدورات القادمة، وأبرز ما قدمه المهرجان لهم.
تطوير السيناريو
تحدثت كاتبة السيناريو هناء الفاسي، حول بداياتها مع المهرجان، إذ حصلت عام 2015 على جائزة لجنة التحكيم عن فيلم تخرجها «السحور الأخير»، وفي هذا العام حصلت على جائزة غازي القصيبي لأفضل سيناريو عن رواية سعودية عن نص «الكمكم»، وتعتقد الفاسي أن المهرجان يعد من أهم المهرجانات؛ كونه يربط ويقوي العلاقات ما بين صناع الأفلام، وتتوافر فيه فرص كبيرة أكثر من غيره، كما أن المهرجان يأخذ على عاتقه مهمة تطوير السيناريوهات وتخصيص مسابقة وجوائز لها، بحيث يتم اختيار النصوص من قبل لجنة تحكيم تضم خبراء، إضافة إلى أن معمل التطوير سيسهم في أن يذهب النص إلى مراحل متقدمة، ويساعد في الربط بين الكتاب والمنتجين، ما يعد مرحلة متقدمة في مجال صناعة السينما في المملكة.
تجمع فنيوأعرب المخرج الإماراتي عبدالرحمن المدني، الذي يشارك بفيلم «الوحش»، عن سعادته بأن يأتي العرض لأول مرة في المملكة في مهرجان أفلام السعودية، وقال: الجميل في هذا المهرجان أنه يجمع المخرجين وصناع الأفلام السعوديين الذين لهم حضور فني قوي، عكس بقية المهرجانات التي تجمع صناع أفلام دوليين فقط.
وكان المدني قد شارك في عام 2019 بفيلم «ليمون»، ويرى أن هناك تغيرات كبيرة طرأت على المهرجان من ناحية الحضور وتفاعل الجمهور، كما أن إضافة فقرة «أسئلة مع الجمهور» بعد العرض أتاحت فرصة التعرف على آراء وتوجهات المشاهد، وأكد أهمية المهرجانات، خاصة مهرجان «أفلام السعودية»، الذي يركز ويسلط الضوء على المواهب في المنطقة الخليجية والعربية، ويشجع على تعزيز التواصل بينهم وجمعهم تحت سقف واحد.
عروض إضافيةأما المخرج حسام الزهراني، فلفت إلى أنه يشارك لأول مرة في مهرجان أفلام السعودية بفيلم «سهم معزي»، معبرا عن ندمه كونها أول مرة يزور فيها المهرجان منذ انطلاقته، إذ أسهمت مشاركته والحضور اليومي في تدعيم علاقاته مع صناع الأفلام والمتخصصين، واكتساب الخبرات منهم، ما عاد عليه بفائدة كبيرة.
وأشار إلى أن كمية الحميمية التي يحملها المهرجان بين صناعه كانت رائعة، إضافة إلى التعاون والأخوة المهنية، إذ جمع صناع الأفلام السعوديين من مختلف مناطق المملكة، ليكونوا في مكان واحد وتحت سقف واحد، ولمدة 7 أيام مليئة بالدهشة والفائدة.
وقدم الزهراني مقترحا لإدارة المهرجان أن يتم تخصيص قاعة عرض إضافية، بحيث يتم تأجير القاعة على صناع الأفلام ليعرضوا أفلامهم في عروض إضافية عن المجدولة، وذلك لعرضه على أكبر عدد ممكن، وسماع الآراء ووجهات النظر المختلفة.
فرص أكثر
وأكدت المنتجة والمخرجة زهرة النخلاوي، أن مستوى المهرجان تطور بشكل كبير وملحوظ عن السنة الماضية، إذ أصبحت هناك فرص أكثر لشركات الإنتاج «سواء كانت داخلية أو خارجية» والمشاركين في السوق للتعرف على كل ما هو مطروح في الساحة، وبالتالي تبادل المصالح فيما بين الجهات، والتعاون لإنتاج المزيد من الأعمال التي ستسهم في تطور صناعة الأفلام والسينما في المملكة بإذن الله، منوهة إلى ضرورة التركيز من قِبَل المهرجان على التجارب الأولى لأي صانع أفلام يبحث عن فرصة لاحتضان مواهبه، وإقامة جلسات تمكن الشباب من التعرف على الطاقات الأخرى وإمكانية تبادل الاهتمامات ودمجها بعضها بعضا، والحصول على نتائج واعدة لمستقبل السينما، كما أن أكثر ما يميز هذا المهرجان تحديدا هو تسليط الضوء على الفيلم السعودي بشكل مكثف، الأمر الذي يميزه عن باقي المهرجانات.
مستوى الأعمالوذكرت عضو لجنة تحكيم سوق الإنتاج هاجر النعيم، أن مستوى المهرجان يتطور للأفضل من عام إلى عام، كما أن سوق الإنتاج شكل إضافة كبيرة، ورفع من مستوى المهرجان عن أي مرحلة سابقة له، واحتضن مجموعة كبيرة من صناع الأفلام، وشكل مساحة للتواصل والالتقاء والمحاورة، إضافة إلى أن التنظيمات والترتيبات التي تشهدها الدورة الثامنة ممتازة جدا، وأكدت أن مستوى الأعمال المقدمة في السوق عالية جدا وفاقت التوقعات، وهناك العديد من الأفلام التي تنافس بعضها بعضا، وأن أهمية السوق تكمن في كونه وفر مساحة لصناعة الأفلام لتكوين العلاقات ومشاركة الأعمال مع الشركات المنتجة.
زيادة المنافسة
وذكرت المنتجة جمانة قريش التي تأهلت إلى سوق الإنتاج عبر 3 مشاريع سينمائية، أن الدروة الثامنة شهدت تطورا كبيرا، ليس فقط من ناحية الجوائز المضافة، بل في عدد الجهات المشاركة في سوق الإنتاج، ما أتاح الفرصة للتعرف والتواصل مع الشركات في القطاع والخدمات التي يتم تقديمها، ومقابلة المختصين بصورة مكثفة عبر السوق اختصر الوقت والجهد، وزاد من محصول معلوماتي للوقت الحالي ولمشاريعي المستقبلية، كما ارتفع سقف الأعمال جدا، ما أسهم في زيادة المنافسة بين صناع الأفلام ليقدموا أفضل ما لديهم ويرفعوا من مستوى أعمالهم، وأشادت بالتعاون والدعم بين مهرجان أفلام السعودية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إذ قدم الآخر مجموعة من ورش العمل ومعامل التطوير وجلسات نقاش متخصصة اجتمعت كلها في مكان واحد.
16 جهة إنتاج محلية وعالمية لتطوير ودعم الأعمال
فقرة «أسئلة مع الجمهور» أتاحت فرصة التعرف على آراء وتوجهات المشاهد
«سوق الإنتاج» شكل نقطة تحول كبيرة خلال هذه الدورة
معمل التطوير سيسهم في ازدهار النص ويساعد في الربط بين الكتاب والمنتجين