وقال الناقد طارق الخواجي، إن البحث في مفهوم الفيلم السعودي يطرح عدة إشكاليات، بخاصة في عصر العولمة الذي تزدهر فيه منصات العروض العابرة للحدود، كون الهوية التي يدور حولها سؤال المفهوم في عنوان المحاضرة يجب وضعه في سياق الطبقات التي يحتويها الفيلم، فهو فيلم عربي وسعودي وإنساني، ما يجعل حصره في طبقة دون غيرها أمرا بالغ الصعوبة، مشيدا بالأفلام المعروضة في دورة المهرجان الحالية، كونها تجاوزت الرمزية وبدأت تتناول قصص وحكايات الناس.
أما ندوة «شعرية السينما وجمالياتها»، فتحدث فيها مدير مهرجان السينما المستقلة بالدار البيضاء حمادي غيروم، وذكر أن على الشاعر المخرج أن يعي مفهوم «الزمن»، وأن يفرق بين الحكاية وسرد الأحداث الخطية، وبين السينما الشعرية التي توقفنا في الصورة فقط، مشيرا إلى أنه إذا تم توظيف السينماتوغرافيا في عمل فإنه يصبح عملا سينمائيا شعريا.
بينما أشار المدير الفني لمهرجان «زيبرا» للسينما الشعرية توماس دل بيل، إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون السينما الشعرية رومانسية، فالشعر قد يكون في السياسة والإنسانية والمعاناة، إضافة إلى الكوميديا التي من الممكن أن تكون «شعرية» وبقوة، موضحا أنه إذا استطاع الجيل الجديد من صناع الأفلام إيجاد هذه اللغة والمنظور فسيصنعون أفلاما جاذبة بلغة جديدة تناسبهم.
ولفت إلى أهمية صناعة سينما شعرية للعالم؛ كونها بدأت في العشرينيات من القرن الماضي، كما أنها أجوبة للشعوب التي واجهت صدمات؛ لأن الشعر يعالج ذلك.
وأكدت نائب مدير مختبر L’Immagine Ritrovata لترميم الأفلام وحفظها، إيلينا تاماكارو، ضرورة حفظ التراث السينمائي، وذلك للعودة له فيما بعد، مشيرة إلى أهمية ترميم الأفلام وحفظها، لعرضها والتحفيز على مشاهدتها وتوفيرها للعامة، فهي طريقة للقول إن سينما الماضي يمكن أن تكون حقيقية وقريبة من الجمهور الحديث.