تعني أن نبدأ بالبحث عن حقيقة أنفسنا بدلا من أن نظل مبرمجين سواء من خلال الصوت الداخلي القادم من العقل.. أو لعلة ذلك الصوت الذي يريد أن يجرحنا ويحقرنا ويأتينا من أفواه أشخاص آخرين تمت برمجتهم أيضًا من أشخاص آخرين غيرهم.. ذلك الذي يخبرنا بأن كل ما نقوم به منهك وغير مجدٍ ولكي نخرج منه، فنحن نحتاج حقيقة لتحمل مسؤولية فكرة أننا قبلنا السلبية في حياتنا وآمنا أيضًا بها..
دعونا إذًا نشكك في كل تلك الأصوات المؤذية، التي تملأ عقولنا، دعونا نلغيها نعكسها نجعلها تتقولب.. أن نسمح لغيرها من البرامج الإيجابية الخادمة لرسالتنا وللمعنى الحقيقي، الذي نبحث عنه في حياتنا، الذي ننهض كل يوم لأجل أن نسعى في اتجاه تحقيقه.. فهنالك جانب قاصر خفي فينا يرحب باحتواء البرمجات السلبية.. فلنتوقف عن أن نرى أن هنالك أفكارا مقدسة أو ملكا لنا.. فلنراها بموضوعية.. بحياد.. بنضوج تام.. فلعلنا تشربنا وتبنينا الكثير منها عن غير عمد وبدون وعي.. ولكن مهما كان مصدرها ومن أين تسربت لنا.. فالسؤال الأهم هنا: هل هي خادمة لحقيقتنا وللمعنى، الذي نبحث عنه بالأعماق؟ أم هي تعمل ضدنا وتسلبنا حقنا في أن نكون نحن مهما كانت الأدوار، التي نريد أن نلعبها في هذه الحياة؟