وحتى يصل الإنسان إلى رغيف الخبز وبشكله الحالي يمر بسلسلة طويلة من العمليات..
رغيف الخبز يحتاج إلى القمح والقمح يحتاج إلى من يزرعه والزراعة تحتاج إلى آلات زراعية والآلات الزراعية تحتاج إلى مصانع وكل مرحلة من هذه المراحل تحتاج إلى أشخاص قائمين عليها، لذلك نجد من يرى هذه العملية سهلة ويأكل رغيف الخبز بسهولة فنجد هناك الصناع والمزارعين والخبازين وكل فرد أو جهة لها دور يكمل الآخر.
يعيش الإنسان في مجتمعه متعدد الأدوار ويحتوي على أشخاص متفاوتين في القدرات ويعيش الإنسان داخل مجتمعه بشروط أولها التفاعل داخل محيط مجتمعه وهذا التفاعل يكون في صورة محبة وتعاون مع أفراد المجتمع، وهذا يتطلب من الإنسان أن يتمتع بدرجة من حسن الخلق والصدق والأمانة والإخلاص وهذا من أهم معالم مجتمعنا الإسلامي وديننا الإسلامي الذي يبني المجتمع ليكون سليما وساميا ونبيلا فيغرس في أفراده أخلاقا وقدوة صالحة منذ الطفولة، وهو قائم على أنه إذا فسدت القيم والأخلاق انهار الإنسان وأصبح غير ذلك، وتاريخ البشرية شاهد على ما أقول وأشار القرآن الكريم في انحطاط الأمم وهلاكها لانعدام الأخلاق والقيم، وقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
والآن صرنا نبحث من جديد عن قيمنا الإسلامية وأخلاقنا الإسلامية التي أمرنا بها رب العالمين ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة كما قال الله تعالى في كتابه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وفي مختلف مراحل حياتنا منذ الطفولة نقوم بالاقتداء بدءا من الوالدين والكبار باعتبار أنهم المثل الأعلى ونبدأ باكتساب العادات والتقاليد من خلال ما نعيشه ونمارسه يوميا وما نسمعه من أقوال وانفعالات ننجرف لا شعوريا نحو المحاكاة وهذا الطريق الأمان اتخاذ القدوة الصالحة واتباع الأسوة الحسنة فهو النبي الأكرم الذي أكرمه الله سبحانه وتعالى برسالته وسيرته الشاملة لكل نواحي الحياة الإنسانية.
بالرغم من التطور الذي نشهده اليوم والعلوم الحديثة الحالية التي نعيشها اليوم في المجتمعات ولكن ما نلاحظه بدأت البشرية بالتخلي عن القيم والأخلاق والجمود في المشاعر والعواطف أصبحنا نرى الفوضى الأخلاقية والفتن في كل مكان. انتهكنا الكثير من القيم وصرنا نبحث عن المصالح المادية.
وحسن الخلق من القواعد الأساسية التي تريح الإنسان وهي ليس بالكلام المعسول ولكن بالأفعال التي تترجم إلى سلوك وقول سديد وتكون نتائجها أنها تكسب الإنسان السعادة في نفسه وقلبه والأنس والتقرب إلى الله عز وجل.
[email protected]