وفضلا عن دور الإعلام الرياضي في توسيع حركة المتابعة الجماهيرية للمنافسات الرياضية، إلا أن وسائل الإعلام الحديث، وتحديدا منصات التواصل الاجتماعي، بات بعض محتواها يأخذ شكلا ومضمونا هادما خلال أجواء التجمعات أو البطولات الرياضية.
والأمثلة على التعصب الرياضي تتعدد مظاهرها بين أشكال العنف اللفظي، الذي يصل إلى حد التنمر بشقيه التقليدي والإلكتروني، وبين أشكال العنف البدني أو التشابك، سواء داخل الملاعب أو في المدرجات الرياضية.
والطريف أن أحد الفرق الرياضية خسر مباراة في إحدى المنافسات المحلية في ذلك البلد، فهجمت الجماهير على اللاعبين، في مشهد مسيء للقيم الرياضية، والتي من أهمها الروح الرياضية، هذه القيمة التي كثيرا ما يضربها - وبشكل مؤسف - بعض أولئك المرددين لها لفظا لا مضمونا.
بعض الجماهير ترمي العبوات الفارغة والمملوءة على الفرق المنافسة أو جماهيرها، وبعضهم قد يقتلع أو يعبث في مقاعد المدرج الرياضي، بينما يوضح حجم الشتائم والسباب محصلة لا يمكن قبولها أبدا.
وبما أن قضية التعصب الرياضي ليست محصورة بمجتمع أو بلد، وإنما هي مشكلة يمكن أن تظهر في كثير من المنافسات الرياضية، فإن دورا كبيرا يقع على المؤسسات الرياضية العالمية والقارية لكبح ومعالجة ما يمكن أن يتصاعد من موجات الانفلات الذي ينتقل بتأثيراته من موقع المنافسة الرياضية كملعب أو بطولة إلى البيئات الاجتماعية التي يتغذى بعضها على ممارسات عنيفة داخل المجتمع الواحد، وهو ما يؤدي بالنتيجة إلى خلخلة عنيفة وتقويض هدمي في البناء الاجتماعي الذي يشكل مكتسبا وضرورة لا يمكن الإخلال بأجواء السلم والمودة داخلها ولا العبث بمقدرات الإخاء والتكافل في ثقافتها.
بينما يبقى التقنين في تطوير إدارة المنافسات الرياضية، والالتفات إلى تأسيس ثقافة جماهيرية متوازنة ولا تقوم بتغليب لغة الانفعال على ثقافة الاحترام للمنافس وجماهيره، هو من الأولويات التي يمكن أن تتضمنها برامج معالجة التعصب الرياضي على المستويات المحلية وغيرها.
ومن المهم هنا وضع مقاييس أداء البرامج الرياضية الإعلامية والنشر الرياضي بكل أنواعه وتأثيرات ذلك في متغيرات تشكل التعصب الرياضي اجتماعيا.
@f_lialy