المسرح كفن له أهله ورواده وقيمته ومكانته، وتاريخنا يحفل بصور وأحداث سطرت الكثير من المنجزات والأحداث، التي حدثت بقوالب مسرحية، إضافة إلى أننا بحاجة أن ندرس هذا الفن لنزاحم الفنون المصدرة لنا والمعبأة لأجيالنا بعد أن كنا مستقبلين لها، والبعض اشتغل على إصدار الأحكام والتشكيك بجوانب كثيرة.
والواقع الذي نعيشه يحتاج منا إلى أن نوجد البديل حينما نمنع ولا نقبل تحت الظلام كل شيء، بل يلزمنا أن ندرس هذه الفنون المتاحة والمهمة، التي يهتم فيها شريحة كبيرة من الشباب إلى فحصها وتمحيصها وإنشاء وبناء ما يخدمنا وفق ديننا وضوابط مجتمعنا وقيمنا.
إن الوقف بلغة لا أو ممنوع أو إدخال تصاريح وانتقادات لقضايا أصبحت واقعا يدفع الشباب للبحث عنها وربما يتأثر بسلوكيات ليست من دينه ولا مجتمعه ولا قيمه.
إن دراسة المسرح والسينما تحت مظلة جامعة إسلامية عرفت بثبات منهجها واعتدالها وتضم مجموعة من الأكاديميين الثقات، الذين نعول عليهم الكثير في بناء فكر الشباب ومسايرة واقعهم واهتمامهم هي خطوة متقدمة ومرحلة مهمة في البناء والتغيير والتطوير، الذي يسهم في وجود أرضية يتم السير من خلالها على الاستفادة والاستزادة من متطلبات العصر وضروراته بما يتوافق مع المصلحة العامة، ويحقق التوازن المنشود والمشهود في القدرات الوطنية في بناء منهج متكامل يساعد ويساند ويعزز ثراء العطاء والوفاء، الذي يقودنا إلى أننا نصدر مع الحفاظ ونبني مع الدعم لجيل قادم في زمن يتطلب السباق والحضور والاحتفاظ بمقدرات الوطن والمواهب والإنسان وجميعها منظومة متكاملة.
وأتطلع من جامعة الإمام وقد لا يغيب عنها أن تعمل على توثيق المسرح السعودي تاريخيا من خلال عقد ورش لقراءة المسرح وتتم المشاركة فيه من قبل المهتمين به وأصحاب التجارب المسرحية تأليفا وإخراجا وممارسة وإدارة.
إضافة إلى حصر تجربة المسرح المدرسي في وزارة المعارف سابقا والاستفادة منها من خلال الوثائق والتجارب المسرحية.
إلى غير ذلك من التطلعات المنشودة في رسم منهجية أكاديمية لمسرح تحت دراسة أكاديمية تثري الواقع وتستلهم التاريخ، وتحكي المستقبل وتساير التقدم العلمي والتقني، الذي يواكب مسيرة الإنجاز والإبداع في بلادنا.
Twitter: @Alsuhaymi37