تعلمون جميعاً أن في بعض البلدان تختلف حتى طريقة السلام والأكل، كما أن أغلب الجهات الحكومية تعطي منسوبيها دورات متخصصة عن كيفية التعامل مع السائح، ولهذا بات من الضروري أن نثقف أنفسنا تجاه طرق التعامل مع السياح، واحترامهم وتقديم المساعدة حسب استطاعتنا لهم، وهذه ثقافتنا العربية الأصيلة.
ساءني كثيراً ما شاهدته من المقاطع المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي لبعض شبابنا في الخارج وهم يصورون بعض أهل تلكم البلاد وهو يضحك ويسخر منه ومن لبسه أو هيئته معتقدا أنه لا يفهم اللغة العربية، ولكنه نسي أن هذا التصرف يعكس انطباعًا سيئا عن بلدنا مع أننا لسنا كذلك، لذا أتمنى ألا نكرر مثل هذه التصرفات مع السياح القادمين للمملكة، بل نعكس صورة حقيقية إيجابية عن أخلاقنا، التي حثنا عليها الإسلام، ونقدم المساعدة لهم إذا سألوا عن مكان أو معلمٍ سياحي أو تاريخي، فهذا السائح سيكون ناقلاً لمشاهداته لمواطني بلده، ومع التقنيات الحديثة والجوالات الذكية أصبح يشارك أبناء وطنه ما يشاهده في وطننا لحظة بلحظة من تعامل راقٍ وأخلاق تنبع من ديننا الحنيف.
كما أتمنى على أصحاب المحال التجارية، التي في المناطق السياحية والتاريخية، خصوصاً مثل منطقة المصمك ووسط المدينة والدرعية والأسواق الكبرى في الرياض، وبقية مناطق المملكة السياحية، أن يدربوا موظفيهم على اللغة الإنجليزية، خصوصاً أن أغلب هذه المحال يعمل بها سعوديين، فمهم جدا أن يكون الذي يقابل هؤلاء السيّاح ملمّا باللغتين العربية والإنجليزية ويحسن التصرف، فهو واجهتنا جميعا، وكلنا يعلم أن الإسلام انتشر في الهند وشرق آسيا عن طريق التجّار المسلمين، بتعاملهم وأمانتهم وخُلقهم.
المواطن يجب عليه أن يعي دوره المهم في رفعة وطنه، فيتعامل بصدق ويحترم خصوصيتهم، ويكون خير مَن يمثل الوطن تجاه شعوب العالم، التي ستتدفق علينا زرافات ووحدانا، لا سيما وقد سُمِح للحجاج أن يبقوا ثلاثة أشهر ويحق لهم التنقل في جميع مناطق المملكة، وليكن تعاملنا متوافقا مع تعاليم ديننا الإسلامي، فنحسن ونساعد ونترك أثراً طيباً ينقله السائح معه لبلده لتتكون الصورة الحقيقية لمملكة الإنسانية لدى جميع شعوب العالم.
@jailanishaiq