وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي قد قال مؤخرا، إن بلاده تستضيف مليوني لاجئ أوكراني.
وقالت السلطات البولندية، السبت: إن 28 ألف شخص من الذين قدموا إلى بولندا، عاد الكثير منهم إلى مناطق عادت للسيطرة الأوكرانية، منذ بداية الحرب الروسية.
تدمير وإسقاط
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إسقاط ثلاث مقاتلات أوكرانية من طراز «سو 25»، إحداها بمنطقة خاركيف، وتدمير ثماني مسيرات أوكرانية، فضلا عن تدمير مخازن ذخيرة.
ونقل موقع قناة «آر تي عربية» عن الوزارة القول في تقريرها اليومي بشأن آخر المستجدات في أوكرانيا: إن القوات المسلحة الروسية دمرت بصواريخ كاليبر مستودعا كبيرا في منطقة ترنوبل لأنظمة الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة التي تم تسليمها إلى كييف من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كما أعلنت أن «الطيران الروسي دمر ثلاثة مواقع قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية، وتمت تصفية أكثر من 150 متطرفا».
وقصفت الصواريخ والمدفعية الروسية كذلك خمسة مستودعات للذخيرة والوقود.
وأسقطت قوات الدفاع الجوي الروسية ثماني طائرات دون طيار أوكرانية فوق دونباس وخاركوف.
وفي غرب أوكرانيا، قال حاكم منطقة ترنوبل في إفادة عبر الإنترنت، أمس الأحد: إن هجوما صاروخيا على مدينة تشورتكيف أدى لتدمير منشأة عسكرية جزئيا وإصابة 22 شخصا.
وأضاف الحاكم فولوديمير تراش إن أربعة صواريخ سقطت على المدينة الواقعة على بُعد 75 كيلو مترا جنوبي ترنوبل الساعة 1846 بتوقيت جرينتش، أمس الأول السبت.
وتابع: «كل الصواريخ انطلقت من البحر الأسود. حدث دمار جزئي بمنشأة عسكرية ومنشآت مدنية. لم يقع قتلى لكن لدينا مصابين، نقل 22 شخصا إلى المستشفى»، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاما، وأضاف أن أربعة مبان سكنية تضررت.
في غضون هذا، قال القائد السابق لكتيبة آزوف التابعة للحرس الوطني الأوكراني: إن جثث عشرات المقاتلين الأوكرانيين الذين قُتلوا أثناء حصار مصنع «آزوفستال» للصلب في مدينة ماريوبول الجنوبية، ما زالت تنتظر من يستعيدها.
شروط تبادل
وأضاف القائد السابق لكتيبة «آزوف» ماكسيم جورين: إنه بموجب شروط تبادل حدثت في الآونة الأخيرة، فقد تم بالفعل إرسال حوالي 220 جثة من الذين قتلوا في آزوفستال إلى كييف، ولكن «لا يزال هناك عدد مماثل من الجثث في ماريوبول».
وتابع جورين في مقطع فيديو نشره على قناته على «تيليجرام»: المحادثات مستمرة بخصوص المزيد من التبادلات، لإعادة جميع الجثث إلى الوطن. يتعين بالتأكيد إعادة جميع الجثث وهو ما سنعمل عليه.
وذكر أن ثلث القتلى من كتيبة «آزوف»، بينما ينتمي الآخرون لدوريات الحدود وقوات البحرية والشرطة.
واعتقلت روسيا المئات من المقاتلين الذين كانوا متحصنين في مصنع الصلب في منتصف مايو، لكن الكثيرين قتلوا أيضا خلال الهجمات الروسية على المصنع وعلى مدينة ماريوبول.
وقال جورين: إن معظم الجثث في حالة سيئة، لذا فإن «تحديد هوية كل شخص سيستغرق وقتا طويلا جدا». وأوضح أنه ستتم الاستعانة باختبارات الحمض النووي وفحص الزي الرسمي للجنود وشاراتهم للمساعدة في تحديد هوياتهم.
وتحولت ماريوبول، وهي مدينة ساحلية مطلة على بحر آزوف، إلى أرض مقفرة بعد حصار وقصف على مدى أشهر تقول أوكرانيا إنه أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
وفي شأن قريب، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين: إن رأي المفوضية تجاه منح أوكرانيا صفة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي سوف يعكس «بعناية» الكثير من التقدم الذي أحرزته كييف خلال العقد الماضي، ولكن «ما زال هناك الكثير الذي يجب القيام به».
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن فون دير لاين قالت لمجموعة من الصحفيين لدى عودتها من كييف أمس: «أتمنى أننا بعد 20 عاما عندما ننظر للخلف نرى أننا عملنا الشيء الصحيح».
وأضافت: «التحدي سوف يكون الخروج من المفوضية بموقف موحد، يعكس ضخامة هذه القرارات التاريخية».
توصية أوروبية
ومن المتوقع أن توصي المفوضية في 17 يونيو الجاري، بأن يتم منح أوكرانيا صفة دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكن بشروط تتعلق بإجراءات حكم القانون ومكافحة الفساد.
وسوف يناقش القادة الأوروبيون هذه المسألة خلال القمة المقررة في بروكسل يومي 23 و24 من الشهر الجاري.
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الأوكراني، الأحد، إن بلاده فتحت مسارين عبر بولندا ورومانيا لتصدير الحبوب لتجنب أزمة غذاء عالمية، لكن الاختناقات أبطأت سلسلة الإمداد.
وأضاف ديمترو سنيك أن الأمن الغذائي العالمي مهدد لأن الغزو الروسي لأوكرانيا أوقف صادرات كييف من الحبوب عبر البحر الأسود، ما تسبب في نقص كبير وارتفاع في الأسعار.
وأوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم، وتقول إن هناك نحو 30 مليون طن من الحبوب مخزنة في أراض تحت سيطرتها وتحاول شحنها برا أو نهرا أو بالقطارات.
وقال سنيك: إن أوكرانيا تجري محادثات مع دول بمنطقة البلطيق لإضافة ممر ثالث للصادرات الغذائية.
ولم يورد تفاصيل عن كميات الحبوب التي تحركت بالفعل أو ستتحرك عبر هذه المسارات.
وقال لـ«رويترز» على هامش قمة أمنية آسيوية: «هذه المسارات ليست مثالية لأنها تسبب اختناقات معينة لكننا نبذل ما في وسعنا لتطوير هذه المسارات».
ويلقي الكرملين، الذي يصف الحرب أنها عملية عسكرية خاصة وينفي ضرب أهداف مدنية أو زراعية، باللوم على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، وألغام بحرية زرعتها أوكرانيا، في تراجع صادرات المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، وروسيا أيضا مصدر رئيسي للحبوب.
وهيمنت الحرب الأوكرانية على قمة آسيا الأمنية، في حوار «شانجري-لا»، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مخاطبا الوفود عبر الفيديو، السبت: إن دعم دولهم ضروري ليس فقط لهزيمة الغزو الروسي؛ ولكن من أجل الحفاظ على النظام القائم على القواعد.
